الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو عمرو بن حمدان

                                                                                      الإمام المحدث الثقة ، النحوي البارع ، الزاهد العابد ، مسند خراسان أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الحيري ولد سنة ثلاث وثمانين ومائتين .

                                                                                      وارتحل به والده الحافظ أبو جعفر إلى العجم ، والعراق ، والجزيرة ، والنواحي ، وسمعه الكثير ، وطلب هو بنفسه ، وكتب وتميز ، وبرع في العربية ، ومناقبه جمة رحمه الله .

                                                                                      ارتحل إلى الحسن بن سفيان النسوي في سنة تسع وتسعين ، وهو ابن ست عشرة سنة ، أو أكثر فسمع منه الكثير ، وإلى الأهواز فأكثر عن عبدان الجواليقي ، وإلى الموصل فأكثر عن أبي يعلى ، وإلى جرجان فأكثر عن عمران بن موسى بن مجاشع السختياني ، وسمع بالبصرة من زكريا الساجي ، ومحمد بن الحسين بن مكرم ، وإلى بغداد فأخذ عن أحمد [ ص: 357 ] بن الحسن الصوفي ، وحامد بن شعيب البلخي ، والهيثم بن خلف الدوري ، ومحمد بن جرير الطبري ، وروى أيضا عن أحمد بن محمد بن عبد الكريم الجرجاني ، وابن خزيمة ، والسراج ، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويري .

                                                                                      وعبد الله بن محمد بن يونس السمناني ، وأبي عمرو أحمد بن نصر الخفاف ، وأبي قريش محمد بن جمعة ، ويعقوب بن حسن النسائي ، وعبد الرحمن بن معاذ النسائي ، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، وعبد الله بن محمد بن شيرويه ، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، وعلي بن حمدويه الطوسي ، وجعفر بن أحمد بن سنان ، وعلي بن سعيد العسكري القطان ، وعبد الله بن زيدان البجلي بالكوفة ، وعلي بن الحسين البشاري ، وحمزة بن محمد الكوفي .

                                                                                      ومحمد بن زنجويه بن الهيثم ، ومحمد بن أحمد بن عبد الله الراذاني بنسا ، وأحمد بن محمد بن عبيدة الثعالبي ، وأبي العباس بن عقدة ، وعبد الله بن محمد بن سيار الفرهاداني ، وإبراهيم بن علي العمري ، ومحمد بن أحمد بن نعيم ، وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي ، وأبي بكر بن أبي داود ، والعباس بن الفضل بن شاذان الرازي ، وشعيب بن محمد الزارع ، والحافظ أبي بكر أحمد بن علي الرازي ، وأبي القاسم البغوي ، وإبراهيم بن محمد بن يزيد المروزي ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ، ومحمد بن مخلد الدوري ، ومحمد بن هارون بن حميد ، وأحمد بن محمد بن بشار بغدادي يعرف بابن أبي العجوز ، ومحمد بن محمد بن عقبة الشيباني ، والحافظ أحمد بن يحيى بن زهير التستري ، وغيرهم ، وتفرد بالرواية عن طائفة منهم .

                                                                                      حدث عنه : أبو عبد الله الحاكم ، وأبو سعيد النقاش ، وأبو حازم [ ص: 358 ] العبدوي ، وأبو العلاء صاعد بن محمد الهروي ، وأبو نعيم الأصبهاني ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس ، وأبو حفص بن مسرور ، وأبو الحسين عبد الغافر الفارسي ، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي ، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي ، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري ، ومحمد بن عبد العزيز النيلي الشافعي ، وآخرون .

                                                                                      قال الحاكم : ولد له بنت ، وعمره تسعون سنة ، وتوفي وزوجته حبلى ، فبلغني أنها قالت له عند وفاته : قد قربت ولادتي ، فقال : سلمته إلى الله ، فقد جاءوا ببراءتي من السماء ، وتشهد ، ومات في الوقت .

                                                                                      قال الحاكم : سمعت أبا عمرو يعد ما عنده من المسانيد المسموعة ، فقال : مسند ابن المبارك ، ومسند الحسن بن سفيان ، ومسند أبي بكر بن أبي شيبة ، ومسند أبي يعلى الموصلي ، ومسند عبد الله بن شيرويه ، ومسند السراج ، ومسند هارون بن عبد الله الحمال .

                                                                                      قال الحاكم : كان المسجد فراشه نيفا وثلاثين سنة ، ثم لما عمي وضعف ، نقل إلى بعض أقاربه بالحيرة ، وكان من القراء والنحويين ، وسماعاته صحيحة ، رحل به أبوه ، وصحب الزهاد ، وأدرك أبا عثمان والمشايخ ، وسمع من محمد بن زنجويه في سنة خمس وتسعين ، ومائتين ، توفي في الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة ست وسبعين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وتسعين أو أربع وتسعين سنة ، وصلى عليه الحافظ أبو أحمد الحاكم .

                                                                                      وقال الحافظ محمد بن طاهر المقدسي : كان يتشيع .

                                                                                      قلت : تشيعه خفيف كالحاكم .

                                                                                      [ ص: 359 ] وقع لي جملة من عواليه ، وخرجت من طريقه كثيرا .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية