الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 87 ] خطيب الموصل

                                                                                      الشيخ الإمام ، العالم ، الفقيه ، المحدث ، مسند العصر ، خطيب الموصل أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هشام الطوسي ، ثم البغدادي ، ثم الموصلي الشافعي .

                                                                                      ولد في صفر سنة سبع وثمانين وأربعمائة .

                                                                                      واعتنى به أبوه ; فسمع حضورا من : أبي عبد الله بن طلحة النعالي وطراد الزينبي ، وسمع من نصر بن البطر ، وأبي بكر الطريثيثي ، وأحمد بن عبد القادر اليوسفي ، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري ، وأبي الحسن بن أيوب ، وجعفر السراج ، ومنصور بن حيد والحسين بن علي بن البسري ، وأبي غالب الباقلاني ، وأبي منصور الخياط .

                                                                                      وسمع بأصبهان من أبي علي الحداد ، وبنيسابور من أبي نصر بن القشيري ، وبترمذ من ميمون بن محمود . وبالموصل من أبيه وعمه ، وولي خطابتها زمانا ، وقصده الرحالون ، وكان ثقة في نفسه .

                                                                                      وكان أبو بكر الحازمي إذا روى عنه ، قال : أخبرنا من أصله [ ص: 88 ] العتيق - يحترز بذلك مما زور له وغيره - محمد بن عبد الخالق اليوسفي فلما بين المحدثون للخطيب ذلك ، رجع عما رواه بنقل محمد ، وخرج لنفسه تلك " المشيخة " من أصوله .

                                                                                      حدث عنه : أبو سعد السمعاني ، وعبد القادر الرهاوي ، والشيخ موفق الدين عبد الله ، والبهاء عبد الرحمن ، والقاضي يوسف بن شداد ، وهبة الله بن باطيش ، وأبو الحسن بن القطيعي ، والشيخ عز الدين علي بن الأثير ، والموفق يعيش بن علي النحوي ، وعبد الكريم بن الترابي ، وأبو الخير إياس الشهرزوري ، وإبراهيم بن يوسف بن ختة الموصلي ، وآخرون .

                                                                                      قال ابن قدامة : كان شيخا حسنا لم نر منه إلا الخير .

                                                                                      وقال ابن النجار : ولد ببغداد ، وقرأ الفقه والأصول على إلكيا أبي الحسن الهراسي ، وأبي بكر الشاشي ، والأدب على أبي زكريا التبريزي ، وأبي محمد الحريري .

                                                                                      [ ص: 89 ] قلت : توفي في شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة .

                                                                                      وله شعر حسن ، وفيه سؤدد ودين ، قصده الرحالون ، وتفرد . وآخر من روى عنه بالإجازة ابن عبد الدائم .

                                                                                      وفيها مات القدوة الشيخ أحمد ابن الرفاعي ، وأبو علي الحسن بن علي بن شيرويه ، والخضر بن هبة الله بن طاوس المقرئ ، والحافظ خلف بن بشكوال ، وأبو طالب أحمد بن المسلم بن رجاء الإسكندراني ، وعبد الله بن أحمد بن محمد بن حمتيس السراج ، وصاحب بعلبك عز الدين فروخشاه ‌بن شاهنشاه بن أيوب ، والإمام قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري الشافعي بدمشق ، وهبة الله بن محمد بن الشيرازي إمام مشهد علي .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية