الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      زاذان ( م 4 )

                                                                                      أبو عمر الكندي ، مولاهم ، الكوفي البزاز الضرير ، أحد العلماء الكبار ، ولد في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وشهد خطبة عمر بالجابية .

                                                                                      روى عن عمر ، وعلي ، وسلمان ، وابن مسعود ، وعائشة ، وحذيفة وجرير البجلي ، وابن عمر ، والبراء بن عازب ، وغيرهم .

                                                                                      حدث عنه أبو صالح السمان ، وعمرو بن مرة ، وحبيب بن أبي ثابت ، والمنهال بن عمرو ، وعطاء بن السائب ، ومحمد بن جحادة ، وآخرون .

                                                                                      وكان ثقة ، صادقا ، روى جماعة أحاديث .

                                                                                      قال النسائي : ليس به بأس .

                                                                                      وروى إبراهيم بن الجنيد عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                                      [ ص: 281 ] وقال شعبة : سألت سهل بن كهيل عنه ، فقال : أبو البختري أحب إلي منه .

                                                                                      وقال ابن عدي : أحاديثه لا بأس بها .

                                                                                      وقال شعبة : قلت للحكم : لم لم تحمل عنه؟ -يعني زاذان - قال : كان كثير الكلام .

                                                                                      وقال أبو أحمد الحاكم : ليس بالمتين عندهم ، كذا قال أبو أحمد .

                                                                                      وقال ابن عدي : تاب على يد ابن مسعود ، وعن أبي هاشم الرماني ، قال : قال زاذان : كنت غلاما حسن الصوت ، جيد الضرب بالطنبور ، فكنت مع صاحب لي وعندنا نبيذ وأنا أغنيهم ، فمر ابن مسعود فدخل فضرب الباطية بددها وكسر الطنبور ، ثم قال : لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت ، ثم مضى . فقلت لأصحابي : من هذا؟ قالوا : هذا ابن مسعود ، فألقى في نفسي التوبة ، فسعيت أبكي ، وأخذت بثوبه ، فأقبل علي فاعتنقني وبكى ، وقال : مرحبا بمن أحبه الله ، اجلس . ثم دخل وأخرج لي تمرا .

                                                                                      قال زبيد : رأيت زاذان يصلي كأنه جذع .

                                                                                      روي أن زاذان قال يوما : إني جائع ، فسقط عليه رغيف مثل الرحا .

                                                                                      وقيل : كان إذا باع ثوبا لم يسم فيه .

                                                                                      مات سنة اثنتين وثمانين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية