الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتوحات الليبراليين ... !!!

فتوحات الليبراليين ... !!!

فتوحات الليبراليين ... !!!

هاجموا شابًا سعوديًا رفع الآذان في النمسا. استنكروا تمسك امرأة مسلمة بحجابها في فرنسا. حرضوا على مثقف وأكاديمي أطلق مبادرة للتبرع للأقصى عبر منظمات رسمية. انتفضوا ضد وزير فتح فصولًا اختيارية لتعليم القرآن في المدارس. اعترضوا على مسؤول أصدر قرارًا يمنع تبرج الموظفات. وعلى آخر يمنع إجبار النساء على الابتعاث للخارج.

أخبروني بالله عليكم أي فكرٍ يحمله هؤلاء؟
ما تركوا خيرًا إلا حاربوه، ولا شرًا إلا أيّدوه ونصروه، كأنما بينهم وبين الفضائل كلها ثأر، فلا يشفي غليلهم إلا خنقها واستئصال رموزها والداعين إليها، أقسم بالله غير حانثة أن المخازي كلها اجتمعت فيهم، فقد عميت بصيرتهم، وانتكست فطرتهم، فهم في سكرتهم يعمهون، ألا نراهم يتسامحون مع أصحاب كل الملل والنحَل: يهود، نصارى، هندوس، إيزيديين، بوذيين، ويصبّون أحقادهم على من هم في الأصل إخوتهم وأهلوهم!.

يتماهون مع الطغاة والقتلة، ويناصبون الأحرار والشرفاء العداوة والبغضاء أبدًا، يعظمون الغرب، ويحتقرون مجتمعاتهم، هم أشد الناس ازدواجية وانفصامًا، فلا تسل عن تغنيهم بالحريات، وهتافهم للديمقراطية، بينما هم من حرضوا على قتل الآلاف من المعتصمين السلميين المطالبين بالحرية ، وصفقوا لاعتقال عشرات الآلاف من المسالمين وتعذيبهم في سجون سفاح خائن ! بل إنهم وقفوا ضد حق الفلسطيني في الدفاع عن أرضه، وهاجموا أشكال المقاومة كافة من الحجارة إلى المقلاع إلى الصاروخ، وأوغلوا في الصهينة والعمالة، فبرروا حصار غزة، وخنق أهلها، واغتيال مجاهديها، وصدّق إن شئت أو لا تصدق، أن منهم من فرح بقصف الروس الصليبيين لأطفال سوريا ، وذهب إلى مطالبة أوروبا بإغلاق أبوابها في وجوه اللاجئين السوريين، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المسلمين كافة على الأراضي الأوروبية بحجة منع الإرهاب.

ولا حد لهيجان القوم وعربدتهم وتغولهم على المجتمع، فقد بلغ بهم الأمر أن «شيطنوا» الدعاة إلى الفضيلة، وصادروا حقهم في التعبير.
ماذا لدى أدعياء الليبرالية (الذين يحلو للدكتور أحمد بن سعيد أن يسميهم «ليبروفاشيين») ليقدموه للبلد؟ لقد ملؤوا الدنيا بجهلهم وضحالتهم، وأشغلونا في تويتر بتصحيح أخطائهم اللغوية والإملائية!

أعرف هؤلاء جيدًا. إنهم يحتقرون الأغلبية الساحقة من المجتمع، فإذا ضمّهم مجلس رموا هذا المجتمع بأقذع الألقاب: «همج، متخلفون، أوسخ ناس على وجه الأرض..». مشروعهم الوحيد هو مشروع «الانسلاخ» وضياع الهوية والتحول إلى أمة بلا كرامة ولا شيء تقدمه على الإطلاق.
لا تعليق ولا إضافة بعد هذا إلا أن أقول: إن علينا، نحن السواد الأعظم من المجتمع، أن نقاوم هذه العربدة بكل ما نختزنه في أعماقنا من إيمان بالله، وحب لهذا الوطن. يجب ألا نسمح باختطاف إرادتنا، وتزييف وعينا، وإغراق سفينتنا. لن يستطيع الليبروفاشي مهما أُوتي من أسباب القوة والدعم أن يطفئ شعلة الوعي في أذهاننا، أو أن يخنق نداء الحرية في أعماقنا.
___________
بـــ"تصرف في المقال"

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة