الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني أن أقنع والدي كي يزوجني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

- الله يجزيكم الخير - سؤالي: كيف أقنع والدي في أمر زواجي؟ لأني أصبحت ولله الحمد محافظا على الصلوات الخمس في المسجد، وأصبحت ولله الحمد ملتزما، فنسأل الله الثبات.

الوالد الحمد لله قادر على تزويجي، فكيف أخبره وأنا حتى الآن أبحث عن وظيفة؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.

هنئياً لك بالالتزام، ومرحباً بك في موقعك مع الآباء والإخوان، وشكراً لك على تكرمك بالسؤال، ونسأل الله أن يرزقك الوظيفة الحسنة، والصالح من الأعمال.

نحن نتمنى أن يعرف الآباء الكرام أن حاجة أبنائهم للعفاف، لا تقل عن حاجتهم للشراب واللباس والطعام، ورحم الله رجلاً صان أولاده عن الحرام، وأعانهم على الزواج والالتزام، وقد قال سعيد بن العاص رضي الله عنه: (إذا علم الرجل ولده القرآن، وزوجه، وحج به البيت الحرام، فقد خرج من حقه) وقد سئل الشيخ العثيمين رحمه الله عليه عن هذا الأمر فقال: (يجب على من ملك الاستطاعة أن يزوج أولاده الذكور، وأن ييسر زواج بناته).

نحن نقترح عليك أن تفرض رغبتك على والدتك أو أحد أعمامك، أو على إمام المسجد، إن كان الوالد يتأثر بكلامه، مع ضرورة أن يشعر الوالد بجديتك في البحث عن عمل، وبقدرتك على تحمل المسؤوليات، فإن الزواج مسئولية، وليس المال وحده هو المطلوب، وإن كان المال كما قيل عصب الحياة.

حبذا لو شاركك الوالد والوالدة في الاختيار، وطلبوا يد العاقلة صاحبة الدين ذات الرحم، أو بنت الجار، فإن ذلك مما يعينك على النجاح بعد توفيق الكريم الفتاح.

أرجو أن يعلم الجميع أن الزوجة تأتي برزقها الذي كتبه الله الرازق، وأن طعام الاثنين يكفي الأربعة، وأننا نرزق بضعفائنا، بذكرهم وصلاتهم وإخلاصهم، وأن الواجب علينا هو الاجتهاد في العبادة والصلاة، وقد قال الله لنبيه: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه:132].

المسلم عليه أن يعمل بالأسباب، ويتوكل على الوهاب، قال تعالى: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك:15] وقال سبحانه: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) [مريم:25].

عليك بكثرة اللجوء إلى من يجيب من دعاه، وزيادة البر لوالديك، وحسن العرض لمسألتك، ونسأل الله أن يوفقك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً