الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الأخ المتستر في مشاهدة المقاطع الإباحية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السؤال الأول هو: أن لي أخاً، ونحن نستخدم الحاسب معاً، واكتشفت أنه يحمّل مقاطع كرتونية إباحية، وأنا أستحي أن أكلمه؛ لأنه أكبر مني وله فضل علي، ولديه بعض العصبية، فما موقفي؟

السؤال الثاني: المشاكل في بيتنا زادت، وكل يوم تشتعل المناوشات بين أبي وأمي، فأبي كثير الميل لإخوانه، وهذا يزعج أمي لأنها قد تطلبه مبلغاً قليلاً فيقول: ليس لدي، وإن طلبته أخته أعطاها أضعاف المطلوب، وحجة أبي يقول: إن أمكم لا تعاملني كما أريد، وننصحه كثيراً ولكن لا جدوى.

أسأل الله أن يوفقكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فمرحباً بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك توقيرك لأخيك الكبير وإقرارك بفضله، وهذا يدل على كرم خلقك، نسأل الله لك المزيد، كما نشكر لك أيها الحبيب حرصك على تجنيب أخيك الوقوع في المعصية، ونقترح عليك أن تسعى في محاولة تجنيب هذا الأخ الاستمرار فيما هو فيه ولكن بطرق غير مباشرة، ومن الأساليب النافعة في هذا أن تحاول إسماعه بعض المواعظ التي تذكر باليوم الآخر، والجنة وما فيها من الثواب، والنار وما فيها من العقاب، والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى، وفضح الله سبحانه وتعالى لبعض الخلائق يوم القيامة.

وبإمكانك أن توصل إليه هذه الرسائل بطريق غير مباشر بأن تفتحها وهو يسمع بجانبك دون أن يشعر بأنه هو المقصود بها، وبهذا إذا سمع هذه المواعظ فإن قلبه سيحيا بإذن الله تعالى، وإذا صلح القلب صلحت بعد ذلك الأعمال الأخرى.

إذا استطعت أن تزيل هذه المقاطع دون أن يشعر بأنك أنت أزلتها عن عمد فهذا أيضاً شيء حسن، ولن يجرؤ على أن يسألك هل أزلتها أو لم تزلها.

ننصحك أيها الحبيب بألا تشعره بأنه تحت المراقبة، فهذا قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وقد يؤدي إلى مزيد من العناد منه، كما أن استحياء الإنسان بذنبه وستره عن الآخرين خير له من المجاهرة به وعدم المبالاة بالآخرين، ولهذا دعه فيما هو فيه من الستر، ولكن حاول أن تصلحه عن بعد بهذا الأسلوب الذي ذكرناه لك، وهو -إن شاء الله- أسلوب ناجع وسيؤدي ثمرة عن قريب.

وأما ما يدور بين أبيك وأمك من المشاكل فننصحك بألا تكون طرفاً فيها، وحاول بقدر الاستطاعة تقريب وجهات النظر بين الأب والأم، بأن تنقل إلى الوالدة في غياب أبيك ثناء الوالد عليها ومدحه لها، وأنه يذكرها بالخير ويثني على تضحياتها، وما تقدمه الوالدة من جهود في سبيل الحفاظ على الأسرة وإعانة الزوج ونحو ذلك، وبالعكس تفعله مع الوالد أيضاً، وتنقل إليه ثناء الوالدة عليه وشكرها له وما يُقدمه للأسرة وللبيت، وبهذا تكون قد قربت بين قلبيهما، وجعلت كل واحد منهما راغباً في خدمة الآخر وتقديم الخير له، ونرى بأن هذا الدور سيؤدي إلى نتائج مهمة، بحيث إذا طلبت الأم بعد ذلك شيئاً من الأب تكون نفسيته قد تهيأت أن يقدم لها المزيد مما تطلب، وكذلك الأب سيشعر بأن هذا المعروف لا يضيع، ومن ثم يجتهد أيضاً في محاولة إرضاء زوجته.

كما ننصحكم أيضاً بأن تتلطفوا بالوالدة برفق ولين، بأن تقدموا أيضاً بعض عبارات الشكر والثناء للأب على كل ما يقدمه وإن كان قليلاً، فتدعون له في وجهه إذا جاء بالشيء اليسير، وتشكرونه عليه، وتدعون له بالخلف، فهذه الكلمات على بساطتها تصنع شيئاً كثيراً في نفس الزوج وتدفعه وتشجعه إلى بذل المزيد للزوجة وللأولاد، وبهذه الطريقة سيتجاوزان بإذن الله تعالى هذا النوع من المشكلات القائمة بينهما.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً