الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من حب النفس وعدم شعوري بالآخرين وحاجاتهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب ملتزم، أهتم بالعبادات، ولكن أهمل الاجتماعيات، كل الناس ينفرون مني ويرفضونني، وليس لدي أصدقاء، قرأت عن الموضوع فاكتشفت أن هذا بسبب أنني أهتم بنفسي وأترك اهتمامات الآخرين، ولا أجامل، وأنتقص الآخرين، وأحقر هواياتهم، فكيف أصلح نفسي حتى أكون محبوبا؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المهم في الأمر أنك منتبه لطبيعة حياتك الخاصة، وحياتك الاجتماعية، وأنك منتبه إلى أن هناك بعض التقصير في الحياة الاجتماعية هذه، فمثل هذا الوعي وهذا الانتباه هو نصف الحلّ، فكثير من الناس عنده مثل ما وصفت إلا أنهم لا يدركون هذا، بل حتى إنهم يرفضون قبول هذا عندما يُشار به عليهم.

تغيير النفس وما فيها، هو من الأمور السهلة والصعبة، سهلة على من يريد هذا التغيير ومتحمّس له، ولكنه عسير وصعب على المتردد وغير المتحمّس لهذا التغيير.

هناك احتمالان لطبيعة حياتك الاجتماعية التي تريد تغييرها، وهما كما يلي:

الأول: أن هذا الوضع بسبب ما اقترحت أنت من أنه بسبب اهتمامك بنفسك، وقلة اهتمامك بالآخرين، وعندها فالحلّ أن تبدي اهتماماً بالآخرين، وربما المعيار الرئيسي في مدى اهتمامك، هو كم أنت مستعد لتعطي الآخرين كم وقتك، وصبرك في قضاء الوقت معهم، فأنت تعطيهم الوقت فيشير لمدى اهتمامك بهم.

الثاني: أن الموضوع لا علاقة له باهتمامك بنفسك أو تحقير غيرك وعدم الاهتمام بهم، وإنما الموضوع مجرد بعض الارتباك والتردد في لقاء الآخرين، وربما بسبب قلة الاعتياد على مثل هذه اللقاءات والجلسات الاجتماعية.

إذا كان هذا هو التفسير لما يحدث، فالحل يقوم على محاولة التدريب والاعتياد على لقاء الناس والحديث معهم، فالحل هنا أسهل من الاحتمال الأول، لأنه لا يقوم على تغيير المواقف والاتجاهات من الآخرين، وإنما الخروج للناس واحتمال الجلوس معهم والحديث إليهم، ويبقى هذا أسهل من تغيير ما في النفس.

أقترح عليك مجموع الأمرين معا، أن تخرج للناس وتختلط بهم حتى تعتاد على هذا، وأن تحاول أن تبدي اهتماما بهؤلاء الذين يجلسون معك، واهتم بما يهتمون به، وبما يودون الحديث فيه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً