الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق لي أن أرشد الرجل لأهلي إذا طلب الزواج؟ وهل هذا يعني موافقتي؟

السؤال

السلام عليكم

أريد أن أستشيركم في موضوع، التقيت برجل في الحي، واستأذن مني وقال أنه يريد الزواج مني، وأخبرني أنه يصلي، ومدح بعض الأشياء فيّ كالأخلاق والحجاب، وأخبرته أننا في الإسلام لا نطلب هذه الأشياء هكذا، فظن أني أريده أن يأتي للبيت، فقال: أين بيتكم؟ فقلت له: نظرتك هذه لي أيضا محرمة.

فذهبت وتركته لأنني لم أقصد أن أقول له تعال واخطبني، فأنا لا أرتاح له حتى عندما كنت أراه في الشارع، وأول مرة تحدث معي لم يغض بصره أبدا، وهو يتحدث معي بصراحة رغم أن عمري يقترب من 28 سنة، إلا أني شكرت الله لأنني لم أتزوج بعد، فأفكاري بدأت تتغير بعدما عرفت عن حث الإسلام على الزواج من صاحب الدين، وبدأت أدعو الله أن يرزقني زوجا صالحا.

وأسئلتي: هل لهذا لرجل حق أن يسألني في الشارع عن الزواج؟ ومثلا إذا قلت له أن يأتي إلى البيت، هل هذا يعني أنني موافقة؟ أم أنه إذا أتى إلى البيت لدي الحق أن أرفضه؟ وهناك من يقول لي من هؤلاء: أنا أريد أولا أن أسمع موافقتك، ثم يأتي، لكن هكذا كيف أعرف إن كان صالحا أم لا؟ وما هي الحدود التي على الرجل الغريب احترامها وهو يتحدث معي؟ وإن كان هناك من لا يعرف أهلي، هل يمكنني أن أخبره أني بنت فلان؟ وعندما يقول لي أحد أنه يريد التعرف علي أنتهزها فرصة للأمر بالمعروف، وأقول له هذا خطأ وحرام وكذا وكذا، فهل ما أفعله صحيح؟

أشكركم على جهودكم الحسنة من أجل الخير لنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ narjes حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك الحرص على التمسك بآداب الدين، والتمسك بالحجاب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وقد أحسنت بدعوة الرجل إلى الذهاب إلى أهلك، ولا مانع من التعريف بمكان البيت أو بالأهل أو بهاتفهم، ولا يعني هذا أنك موافقة؛ لأن الأمر يحتاج إلى دراسة، من حق كل فتاة أن تسأل عمن يتقدم لطلب يدها، ومن حقه أيضاً أن يسأل عن الفتاة، وهذه أمور تهتم بها الشريعة ولذلك تشرك أولياء المرأة، والرجال أعرف بالرجال من أجل أن يسألوا عن دينه وأخلاقه، عن صداقاته وأحواله، عن تحمله المسؤولية، عن علاقته بالرجال، عن قدرته على تحمل الصعاب، إلى غير ذلك من المعاني، ومن حق الرجل أيضاً أن يسأل عن الفتاة وأهلها، ودينها وأخلاقها وبرها بوالديها، إلى غير ذلك من المعاني التي تحقق للإنسان ما يريده من الزواج.

ونؤكد مرة أخرى أنه لا مانع من أن تخبر الفتاة إذا سُألت عن أهلها من أجل أن يأتي البيوت من أبوابها، وقطعاً هذا لا يفهم أنه موافقة، فالموافقة تبنى على أشياء كثيرة، على وجهة نظر الأهل، على النظرة الشرعية بحضور محرم من محارمها، ربما على الاستماع لكلامها وهي تستمع إلى كلامه، هذه الأمور لا نريد فيها الاستعجال، والشريعة فعلاً تريد أن تكون هذه النظرة بحضور الأهل وبعلمهم وعن طريقهم، ومثل هذه المواقف التي تقومي بها تزيد من ثقة الرجل فيك، وتزيد من ثقة الأهل، وهي أجلب وأرضى لله تبارك وتعالى، فنسأل الله أن يزيدك حرصاً وخيراً، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد لك أن ما قدره الله سوف يأتيك، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن تشكلي حضورا في مجمعات النساء الصالحات في المحاضرات وأماكن التلاوات، لأن هذه الطريقة الصحيحة، فكل امرأة منهن لها أخ أو ابن أو محرم يبحث عن الصالحات من أمثالك.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً