الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحمي نفسي من أعراض الاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مهندس، عمري 35 سنة، وأعاني من أعراض الاكتئاب المعروفة كقلة التركيز، والإحساس بالإجهاد من أقل مجهود، رغبة مستمرة في النوم، أرق، وعصبية زائدة، ولامبالاة، وانطوائية، تناولت أدوية مثل ريميرون وسيمبالتا 3 سنوات وتحسنت بشكل كبير، ولكن بسبب إحساسي بالملل من الأدوية توقفت عنها سنة حتى الآن، وعادت الأعراض من جديد، ولا أرغب في الذهاب لأي دكتور، مع العلم أني -والحمد لله- قريب من الله وأصلي وأقرأ القرآن.

أرجو منكم وصف دواء سريع المفعول، وطريقة تناوله، ويكون متوفرا بالسوق هذه الأيام.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الفاضل: أنتَ ذكرت أن حالتك مشخَّصة كاكتئاب نفسي، ولا أريدك أبدًا أن تتضايق أكثر من اللزوم، الاكتئاب بطبيعته في بعض الأحيان قد يُعاود الإنسان، لكن بالعزم والحسم والإصرار يُهزم الاكتئاب.

فيا أخي الكريم: كل ما هو سلبي في حياتك حاول أن تجد البديل الإيجابي له، من حيث التفكير، من حيث العواطف، من حيث المشاعر، الأفعال، السلوك، كل هذه يجب أن تتدارسها بدقة، وكل ما هو سلبي تجد له بديلاً إيجابيًا، وتُركِّز على هذا البديل، والله تعالى خلق الحياة في تجانس وانسجام وتطابق عجيب، كل شيء هنالك ما يُقابله.

هذه من أنجع وأفضل الطرق لعلاج الاكتئاب النفسي، وأعتقد –أخي الكريم– أنك محتاج للرياضة، تُمارس الرياضة بكثافة، الدراسات العلمية الآن تضع قيمة عظيمة جدًّا للرياضة، فهي تزيل الإجهاد الجسدي والنفسي، تُقوّي النفوس كما تُقوّي الأجسام، تُحسِّنُ من الدافعية عند الإنسان. ويا أخي الكريم: الرياضة قطعًا تُزيل الشوائب النفسية السلبية، هذا أُثبت الآن من خلال الأبحاث الحديثة.

الإفرازات الإيجابية داخل الجسم، تنشيط المُوصِّلات العصبية الدماغية، زيادة ضخ الدَّم، إغمار الجهاز العصبي والعضلي بالأكسجين من خلال الرياضة، هذا كُلُّه أُثبت، وهذا بديل ممتاز للأدوية أو لمعظم الأدوية.

فيا أخي الكريم: أرجو أن تنتهج هذه المنهجية العلاجية، وأرى هي الأفضل، وأراها هي التي سوف تمنع الانتكاسات المستقبلية.

الذي يظهر لي أخي الكريم –وأرجو أن تسامحني في ذلك– ربما تكون قد اعتمدتَّ في الفترات السابقة على الأدوية فقط، لا، العلاج هو على الأسس التي حدَّثتَك عنها: التغيير الفكري، والمعرفي، والوجداني، من حيث الأفعال، أهمية تطوير المهارات، أهمية بناء روابط اجتماعية وصِلاتٍ وثيقة، والحمد لله تعالى أنت رجل مُصلي وقارئ للقرآن، وقطعًا – أخي الكريم – الحرص على التقوى والإحسان نراها من أفضل ما يمكن أن يُقدِّمه الإنسان لنفسه لدنياه ولآخرته. سِرْ على هذا الطريق، وإن شاء الله تعالى تصل لمبتغاك.

أخي: بالنسبة للأدوية: أنا أرشِّح الـ (سبرالكس)؛ لأنه دواء نسبيًا سريع ومُحسِّن للمزاج وسليم، ابدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام يوميًا لمدة يومين، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا، وهذه الجرعة استمر عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى عشرة مليجرامات يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسة مليجرامات يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة عشرين يومًا، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً