الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قبول الزواج بشاب يريد أن يسافر إلى خارج بلده للعمل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

موضوعي هو أن شاباً على خلق ودين ومن أسرة طيبة قد تقدم لخطبتي، وأنا مرتاحة له كما أنه مرتاح لي أيضاً، قد صليت استخارة ولم أشعر بأي نفور تجاه الشاب بل بالعكس وافقت عليه، ولكن هناك مشكلة تواجه الشاب في عمله حتى من قبل أن يتقدم لخطبتي، وهي أنه قد عرض عليه عمل في شركة عريقة وبمزايا مغرية فوافق عليها، واضطره هذا النقل إلى مواجهة مشكلات صعبة من عدم استقرار (كفالته) على مكان محدد وهي الشركة الجديدة.
هو خائف من أن يتعقد الموضوع إلى أن يتم نقله خارج البلاد، ولكنه في نفس الوقت يريدني زوجة له، وأنا قلت له: إن كانت لديك مشاكل في عملك فهذا ليس جواب استخارتك لأنك ببساطة تواجه هذه المشكلة من قبل حتى أن تتعرف علي أو تراني، هل أنا على صواب؟ وهل كنت محقة في أن أطلب منه أن يحاول مرة أخرى؟ لعل وعسى أن ينتهي موضوع نقل كفالته على الشركة الجديدة، وهل كنت مخطئة حين وافقت أن أسافر معه إلى البلد الذي يرجح الذهاب إليه في حين عدم حل المشكلة؟ وهو طبعاً بلد عربي قريب.

لا أدري ماذا أفعل؟ مع العلم أن أهلي مرتاحون جداً لهذا الشخص ويتمنون لو أن الأمور تسير على خير، أما بالنسبة للاستخارة فما هو السبيل لمعرفه الجواب بعد أدائها؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يجنبكم السوء والشر، وأن يلهمكم الرشاد والسداد، وأن يرزقكم صلاح النية والذرية.

فإن الحياة لا تخلو من المشاكل، والدنيا جُبلت على الكدر، ولا راحة لمؤمن حتى يضع قدمه في الجنة كما قال الإمام أحمد إمام أهل السنة، وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، واعلموا أنه لا يستطيع أحد من أهل الأرض أن يحرم إنساناً من رزقٍ قدره الله له، فاستعينوا بالله وتوكلوا عليه، واعلموا أنه من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن سأله أعطاه.

والإنسان يسعى ويجتهد ويبذل الأسباب، ثم يرضى بما قدره العليم الوهاب، وإذا كان الشاب مناسباً وارتاح له الأهل، فلا تفرطي فيه، وعاونيه على الصعاب، واسألي له النصر والتوفيق.

وأرجو أن تعلموا أن الحياة الزوجية تضحياتٌ مشتركة، وللنساء خُلق الرجال وللرجال خُلق النساء، فلا راحة لامرأة إلا مع زوجٍ يكرمها، ولا سكن لزوج إلا مع امرأةٍ تقدره وتُشاركه الحياة بحلوها ومرها.

والمسلم يستخير ربه الذي بيده الخير إذا لم يتبين له الصواب في أمرٍ من الأمور، ولا أظن أن هناك مشكلة في الانتقال مع الرجل المناسب صاحب الدين إلى بلدٍ آخر، وهكذا يعيش الناس في الدنيا يجتمعوا ويتفرقوا، وإذا انتقلت المسلمة مع زوجها إلى بلدةٍ مسلمة تُقام فيها الجمع والجماعات ويحافظ الناس فيها على الفضائل والمكرمات فلا مانع من ذلك.

ونسأل الله العظيم أن يسهّل للشاب أمره، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يُبارك لكما وعليكما ويجمع بينكما في خير.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً