الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر العلاقات العاطفية المحرمة على زواج الفتاة مستقبلاً.

السؤال

السلام عليكم..

قبل أربعة أشهر اتصل بي شاب وهو من بلدي "عمان"، وبما أني لا أعرف من صاحب الرقم كنت أرفض التحدث معه، وكان كلما يتصل أعطي الهاتف لأمي أو أبي إذا كانا موجودين، ومع مرور الأيام اتصل بي وكنت في الجامعة أصلي في المسجد، إذا بالهاتف يرن وقد نسيت إغلاقه، وكان الصوت عالياً فأخذت الهاتف وأجبت تلقائيا بدون أن أرى الرقم أو الاسم من الشاشة، فإذا به شاب، فلما سمعت صوته خفت خوفاً شديداً، فسكت ولم أتحدث إلا بكلمة واحدة وهي"لا" عندما سألني: أنتي متزوجة؟ فأجبت بلا، وبعدها قال لي: لا أريد الإطالة في الهاتف، ولكن أريد أن أقول لك بأني لقيت رقمك مع الاسم، عندما اشتريت بطاقة جديدة ومعه بعض الأرقام، فجربت هذا الرقم وهو رقمك، وبعدها أغلق الهاتف، واتصل يوم عيد الفطر ليهنئني بالعيد، وتتالت الاتصالات وهو الآن يقول بأنه يحبني، ولا أعرف هل هو صادق أم لا؟ مع العلم أن لا أحد من أهلي يعرف عن هذا سوى عمتي التي هي في نفس عمري، وللعلم أني أكبر واحدة في إخواني، ولا أملك سوى أخت واحدة.

أريد من حضرتكم أن توجهوني وترشدوني هل أطلب منه أن يأتي ويكلم والدي؟ أم ماذا؟ وكيف أعرف بصدق نيته.

أرشدوني إلى الطريق الصحيح كي لا أمس أهلي ولا نفسي بسوء، وأرجو منكم الإجابة بالتفاصيل.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ العلو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به .

فقد أسعدني حسن تصرفك وبعدك عن الشبهات وأهلها، وليت فتياتنا يتصرفن بهذا المستوى من الحرص والحذر، ونسأل الله أن يحفظك ويلهمك السداد والرشاد.

ونحن ننصحك بقطع الاتصال مع ذلك الشاب، وإرشاده إلى المجيء للمنزل ومقابلة محارمك من الرجال؛ حتى يتعرفوا عليه ويطمئنوا لدينه وأخلاقه وأمانته، والرجال أعرف بالرجال، وفي هذا الطلب اختيار لصدقه ورجولته، ودليل على كمال عفتك، وهذا الأمر سوف يرفع قيمتك عنده إن كان من أهل الخير، وسوف يزيد من ثقة أهلك بك.

وأرجو أن تحذري من التمادي معه في المكالمات؛ فإنه ربما يسجل بعض كلامك ويتخذه وسيلة لتهديدك بذلك مستقبلاً، ولا تنخدعي بالكلام المعسول، واعلمي أن الحب الحقيقي هو ما بدأ بالرباط الشرعي، وكل ما عدا ذلك ما هو إلا لون من المجاملات والخديعة والسعيدة من تتعظ بغيرها، وما أكثر الضحايا من الفتيات الغافلات.

ولا يخفى على أمثالك أن بعض الشباب اتخذ هذا الأمر كلون من العبث بالأعراض، ولا يبالي الواحد منهم بدموع ضحاياه، وغالباً ما يكون أمثال هؤلاء من ضعاف الشخصية الذين يعجزون عن مواجهة مهام الحياة ومسئولياتها، فليجأ الواحد منهم إلى هذه الأساليب الملتوية، فاحذري من الذئاب، وتجنبي الاستماع لنصائح قرينات السوء.

واعلمي أن العلاقات العاطفية بهذه الطريقة تعتبر خصما على السعادة الزوجية مستقبلاً هذا إذا حصل زواج، وذلك لأن الشكوك تطارد الجميع، والشيطان الذي يشجع المكالمات والعلاقات هو الشيطان الذي سوف يغرس الشكوك والظنون غداً حتى يحيل الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق، أو إلى شقاق وطلاق.

فأشغلي نفسك بطاعة الله، واجتهدي في دراستك وتحصيلك العلمي، ولا تقبلي إلا بصاحب الدين، وبعد استخارة واستشارة؛ فإنه ما ندم من استشار ولا خاب من استخار.

وأكثري من الاستغفار والصلاة والسلام على نبينا المختار، واحفظي حق الولدين والأقرباء والجار، ونسأل الله العظيم أن يلهمك السداد وأن يرفع عنك كيد الأشرار، وأن يكتب لك التوفيق ويدخلك في زمرة الأخيار، ومرحباً بك في موقعك وشكراً لك على الاختيار .

والله ولي التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً