الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفضت إكمال ثمن الأضحية لأنني أريد الزواج وغضب مني والدي، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم.

لقد طلب أبي مني شراء كبش لعيد الأضحى، مع العلم أنني أعزب، وأريد أن أكون نفسي وأتزوج، فقلت له سأدفع لك نصف ثمنه، وادفع أنت الباقي، لكنه رفض، مع العلم أنه يملك راتباً، ومتزوج بعد وفاة أمي، ولديه طفلان فقط ينفق عليهما، ودائماً يدعي الفقر والحاجة!

وأنا كل سنة أشتري له كبش العيد، ولكن هذه السنة أريد الزواج وأن أبني مسكني، ومع هذا أخشى بأنني ارتكبت ذنباً عظيماً يعاقبني عليه الله لرفضي شراء الكبش.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فاروق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يرزقك بر والدك إنه جواد كريم.

أخي الكريم: ما دامت الأضحية ليست نذراً أو واجباً عليك، فلست من الناحية الشرعية آثما إذا لم تستطع، ومعنى النذر -أخي-: أن تقول في نفسك أو تنوي أنك ستذبح كل عام أضحيةً لله عز وجل، فإذا حدث ذلك -أي إذا نويت أو نذرت- فإنه أصبح واجباً عليك، وتأثم إذا لم تفعل عند القدرة.

ثانياً: إذا لم تكن ناذراً وأنت فقط تعين والدك على ذلك، فلا شك أنه خير من طرفين:

الأول: بر لأبيك وصلة له، وهذا من أعظم القربات التي يتقرب العبد بها إلى الله عز وجل.
الثاني: أنك أخذت أجر الأضحية، ولا يخفاك عظيم فضلها.

فقد روى الترمذي وابن ماجه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما عمل ابن آدم يوم النحر عملًا أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفساً".

وكذلك ما وراه الإمام أحمد وابن ماجه عن زيد بن أرقم قال: قال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا رسول الله ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة حسنة، قالوا: فالصوف يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة".

فهذا فضل عظيم -أخي الكريم-، فإذا أضفت البر إليه فقد أخذت عظيم الأجر.

ثالثاً: إذا لم تستطع، ولم تكن عندك القدرة على ذلك، فإننا ننصحك بالحديث إلى والدك بهدوء، والإحسان إليه براً وصلةً، والحديث معه عن عدم القدرة، واسترضائه بكل السبل، ولست آثماً -أخي الكريم- ما دمت غير قادر.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يوفقك لكل خير، وأن يسعدك في الدارين، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً