الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بسحبة في صدري عند تخيل المستقبل، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 14 سنة، عقلي في هذه الفترة أصبح ينسج سيناريوهات للمستقبل، وبعض الأحداث التي سأكون فيها، ومن ثم أشعر بسحبة في الصدر، كأن الروح تنسحب للأسفل، مع أنني لا أخاف، ولا يصيبني قلق من هذه الأحداث، فما السبب في هذا؟

مع العلم أني ذهبت لأكثر من طبيب قلب منذ شهرين بسبب خفقان القلب، وأكد لي أنني سليم، فالسبب ليس من القلب! أريد التعافي دون أدوية.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا على الموقع بهذا السؤال.

أرى من خلال سؤالك شاباً طموحاً، يتطلع إلى النجاح في المستقبل، لذلك عقلُك يسبقك فينسج -كما ذكرتَ- سيناريوهات للمستقبل، وبعض الأحداث التي يمكن أن تكون في المستقبل، بتقديري أن غالب هذه السيناريوهات والصور التي ترسمها في خيالك إنما هي إيجابية -بإذن الله سبحانه وتعالى-، ولكن لا بد أن تترافق ببعض الجوانب التي فيها شيء من التحدّي، فالمستقبل بطبيعة الحال فيه شيء من التحدّي؛ لأن الإنسان لا يستطيع أن يتحكّم بكل شيءٍ تستقبله به الأيام.

تفسيري -بُنيَّ- أنك عندما تنسج هذه السيناريوهات المستقبلية فلا شك أنك أيضًا تُدرك مدى التحدّيات، لذلك تشعر بما وصفته (سحبة في الصدر، كأن الروح تنسحب للأسفل)، فهذا الذي ذكرته إنما هو عرَضٌ لبعض القلق، الذي يمكن أن تشعر به عندما تفكّر في أحداث المستقبل.

ولا شك أن الأمور في المستقبل هي امتداد لما هو موجود حاليًا، فلعلَّك حاليًا تُواجه بعض التحدّيات أو الصعوبات أو المشكلات، سواء في الأسرة أو المدرسة أو غيرهما، لذلك فأنت تقلق بما ستأتي به الأيام في المستقبل.

بُنيَّ: لا أظنُّ أنك تحتاج إلى أن تذهب للعيادة النفسية، ولا أظنُّ أنك تحتاج إلى علاج دوائي -خاصةً أن هذا هو ما طلبته-، كل الذي أطلبه منك أن تتكيّف مع هذه الصور المستقبلية، ولكن تُركّز أكثر على الواقع الذي أنت فيه الآن، من خلال التركيز على ما تقوم به من أعمال ومسؤوليات، سواء ما له علاقة بالأسرة أو الدراسة، ويجب في مثل سِنّك أن يكون لديك برنامج رياضي تقوم به ببعض الأنشطة الرياضية، ككرة القدم أو غيرها ممَّا تُحب، بالإضافة طبعًا إلى ثلاثة أمور أساسية: النوم بشكل مناسب لساعات معقولة -طبعًا نوم الليل-، والتغذية المتوازنة الصحية، وأخيرًا: المحافظة على الصلاة، والتقرُّب إلى الله -عز وجل-، ليكون المستقبل -كما هو حالك الآن- مُشرقًا -بإذن الله سبحانه وتعالى-.

أدعو الله تعالى لك بتمام التوفيق والنجاح والتفوق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً