الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجمع بين دراسة التجويد والدراسة في الجامعة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا في حيرة من أمري، وأرجو منكم المساعدة.

انتهيت من مرحلة الثانوية، ومقبلة على المرحلة الجامعية، سجلت في دورة التجويد للقرآن، وحضرت محاضرة واحدة فقط، ظننت أن الأمر يسير، ولكن توجد اختبارات مع الدراسة.

أريد الآن التوقف؛ لأني أخشى عندما يبدأ الدوام في الجامعة أن أهمل الدراسة في التجويد أو الدراسة في الجامعة، خاصةً أنّ التخصص الذي دخلته (التمريض) وكله باللغة الإنجليزية.

وضعي فيه ليس جيداً؛ فهو يحتاج إلى وقت طويل للدراسة، وقد كنت أرغب كثيراً في المشاركة، والآن أشعر بتأنيب الضمير، وها أنا الآن أنتظر الرد منكم.

شكراً لكم، جعل الله ما تقومون به في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

هنيئاً لك هذه الهمة العالية، والرغبة في تعلم القرآن الكريم وتجويده، فالنبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، فنسأل الله لك دوام الهمة العالية، والتوفيق في حياتك.

ما تسألين عنه يحتاج منك لتحقيق مبدأ الموازنة والترجيح بين الأولويات حسب المصلحة والضرورة، كما يحتاج إلى فهم آليات التنظيم الفعّال، والتي تعطينا مساحات واسعة من الإنجاز في وقت أقل.

تعلُّم القرآن الكريم شرف وفضيلة، ولكن تعلُّمه له وقت متسع، وهذا الأمر يختلف من شخص لآخر، حسب الحاجة والضرورة إلى التوسع في تعلم القرآن، فإن كان الاقتصار على تعلم الأحكام الأساسية للتجويد التي يستقيم بها النطق والتلاوة الضرورية فهذا ينبغي أن تبادري فيه بأي شكل كان، سواء عبر هذه الدورة أو عبر أي وسيلة أخرى متاحة، وهي كثيرة؛ لترفعي عن نفسك الجهل بتلاوة أساسيات القرآن، لارتباطها بركن الصلاة.

أما إن كان الأمر لغرض التوسُّع في علم التجويد وأحكامه المختلفة، فيمكن تأخيره إلى الأوقات التي تجدين فيها متسعاً من الوقت، وذلك لوجود مهام تتسم بضيق الوقت ومحدودية الزمن، كما يرافقها متطلبات متنوعة مرتبطة بها، وهي في حالة دراستك للتمريض، ومتطلباتها الأخرى، كاللغة الإنجليزية، والتدريب العملي، ونحوه.

تحقيق التوازن بين المُهم والأهم، والمتأخر والمستعجل، يحتاج منك إلى أن تنظري في وقتك أولاً، وإمكانية الجمع بينهما دون خلل، كأفضل الحلول، كذلك البحث في إمكانية الحصول على متسع من الوقت، من خلال التخلي عن المهام الهامشية التي يمكن تأجيلها، أو التي يمكن التخلي عنها.

عليك -أختي الفاضلة- أن تتعلمي مهارة تنظيم الوقت؛ فالوقت أشبه بغرفة مبعثر فيها كل شيء في غير مكانه، فعندما ندخلها لا نجد مكاناً نضع فيه أقدامنا، وعندما نضع كل شيء في موضعه الصحيح والمناسب سنجد فراغات كثيرة تتسع للكثير كنا نجهلها.

الوقت أشبه بذلك تماماً، فاليوم الذي لا يتم تنظيمه ووضع جدول للأولويات لا يشعر الإنسان فيه بقضاء المهام والإنجازات، بينما لو تم تحديد الأولويات وإعطاء كل مهمة ما تحتاج من الوقت، وترك لصوص الوقت الذين يسرقون الوقت دون فائدة؛ سيكون ذلك سبباً لإنجازات أكثر في وقت أقل.

اعلمي -أختي الفاضلة- أنّ من ثمار تنظيم الوقت أنه يساعدكم بقوة على تحقيق الإنجازات، وذلك بدوره يشعرك بتحقق الأهداف والثقة بالنفس، ويذهب عنك تأنيب الضمير والشعور بالعجز.

وفقك الله وأعانك على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً