الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطراب الأنية المزعج وأريد التخلص منه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أربع سنوات في صلاة الجمعة، أحسست فجأة بنوبة هلع، وضيق شديد، وتسارع النبضات، وبعدها اختفت الأعراض.

أصبحت أذهب في نهاية الخطبة، وأقف في الخلف وقت الصلاة، وأركز بما يجري حولي، وربما هذا هو السبب في إصابتي باختلال الأنية، لأني أفكر كثيرًا وأحس بأن كل ما حولي ليس حقيقيًا، وأحيانًا أقوم بقرص يدي أو رقبتي لأثبت وجودي، وأتذكر مواقف عانيت فيها من الأنية سابقًا، وأقول: أنت بخير لم يحدث لك شيء في المرات السابقة.

منذ سنة وأنا أعاني من القولون العصبي والغازات وانتفاخ البطن، وهذه الأعراض تزيد وتيرة القلق والتوتر، تناولت حبوب الليبراكس ولكني أخشى إدمانها، أتناولها مرتين في الأسبوع.

سؤالي: هل اختلال الأنية خطر؟ فأنا قلق جدًا وأريد علاج القلق، ولو تخلصت من القلق والوساوس -إن شاء الله- هل أنسى اختلال الأنية؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب..

بالفعل النوبة الأولى التي حدثت لك في صلاة الجمعة هي نوبة هلع أو فزع، وتتميز بوجود ضيق شديد وسرعة في دقات القلب، وإحساس بخفة في الرأس، والبعض يأتيهم شعور بقرب الموت، وهكذا.

وطبعًا استمرت معك الحالة لأن هناك رابطاً بين الزمان والمكان، كلما تحضر لصلاة الجمعة، بالرغم من أنها فترة عظيمة للاطمئنان والسكينة إلا أن الارتباط النفسي السلبي كان قويًا جدًا؛ لذا تحولت إلى اختلال في الأنية، وأنت حاولت أن تتخلص من المخاوف عن طريق استشعار نفسك، وتحاول أن تركز على من حولك؛ مما أدى فعلًا إلى التحول الذي ذكرته، أو ما نسميه عن الشعور بالتغرب، أو الشعور بالبعد عن الذات.

وهذا التشخيص -أي اضطراب الأنية- حقيقة هو أحد التشخيصات الواهية نسبيًا، لكنه موجود لا ننكر وجوده أبدًا، فبعض الأشخاص الذين لديهم قابلية للقلق والوسوسة والتوترات والمخاوف لديهم قابلية أيضًا أن يأتيهم هذا الشعور، أو هذا العرض من وقت لآخر. والتجاهل التام مهم جدًا كوسيلة علاجية، وكذلك ممارسة الرياضة، وممارسة التمارين الاسترخائية أراها مهمة وضرورية جدًا؛ لتساعدك في التخلص من هذه الظواهر النفسية، وحتى الأعراض النفسوجسدية، أعراض القولون العصبي أو العصابي والغازات وانتفاخ البطن؛ هي ناتجة من القلق والتوتر ولا شك في ذلك.

والرياضة سوف تفيدك كثيرًا في هذا السياق، وكذلك تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، سوف تجد فيها فائدة كبيرة جدًا.

إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015)، يمكنك أن تستفيد منها، بالنسبة لتناول حبوب الليبراكس لا بأس بالفعل من تناولها بصورة متقطعة، على أن لا تتعدى 3 مرات في الأسبوع -إن شاء الله تعالى- وأضيف لك دواء آخر وهو السيبرالكس، والذي يعرف باسم استالبرام، دواء رائع جدًا لعلاج القلق والتوتر والوساوس ونوبات الفزع، ويحسن المزاج، وكثير من الذين تناولونه أيضًا اختفى لديهم عرض اضطراب الأنية.

الجرعة المطلوبة هي أن تبدأ 5 مليجرام، -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام-، تتناوله لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة -أي 10 مليجرام يوميًا- لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة واجعلها 20 مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خفضها إلى 10 مليجرام يوميًا كجرعة وقائية، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى 5 مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناولها.

بصفة عامة أيضًا: يجب حسن إدارة الوقت، وتجنب النوم النهاري، وكما ذكرنا سلفًا ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء هي ذات فائدة ممتازة جدًا لعلاج مثل حالتك هذه، وأرجو أن لا تذهب متأخرًا إلى صلاة الجمعة أبدًا، اذهب مبكرًا واعتبر نفسك معتكفًا في ذاك المسجد، وأنت في مكان طيب، مكان للسكينة والطمأنينة والذكر، فلا تكافئ المخاوف من خلال الوقوف في الصفوف الخلفية أو الحضور متأخرًا لصلاة الجمعة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً