الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختباراتي قريبة ولدي صعوبات في الحفظ والفهم وتشتت في التركيز!

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة ولدي اختبار نهائي هذه السنة، منذ بداية الدراسة كان كل شيء عادياً، لكن مع تقدم الوقت أصبحت لا أتحكم في تفكيري، أثناء الدراسة ينشغل عقلي بأمور أخرى، وأفكر في أشياء خارجة عن طاقتي، كأمور لها علاقة بالله والدِّين، وحتى أشياء لا أخلاقية رغم أني غير موافقة لها، ورغم أني أحاول بذل جهدي لجعلها تتوقف ولكن لا أستطيع.

أصبحت أعاني من الصعوبة في الحفظ والفهم، ويبقى عقلي أثناء الدراسة يردد أنغام أغاني ويمنعني من التركيز، رغم أني لا أستمع إلى الموسيقى، ورغم أني كنت تلميذة ممتازة، وأصبحت أرى أشياء غير موجودة، كأن أرى شيئًا بجانبي وغيرها من الهلوسات البصرية، ومنذ أيام أصبح الأمر أسوأ.

أصبحت أحس أني أحلم، ولم أعد أتحكم في كلامي، وأتكلم بدون أن أفكر، عندما أتكلم مع شخص لا أحس أني أنا التي تتكلم، ولا أتحكم في كلامي، ولا أستطيع تغييره، حتى التصرفات رغم أني كنت من النوع الخجول والمنعزل والمحافظ.

أصبحت جريئة وأتكلم بطلاقة، حتى أني رددت الكلام على أحد الأساتذة، لكن دون إرادتي لذلك، يتشتت انتباهي كثيرًا، كما أني لم أصبح أتحكم في كمية الأكل التي أتناولها، وأفكر حول المستقبل والأمور الغيبية دون قصد.

من فضلك المساعدة والعلاج، لدي اختبارات قريبًا ويجب أن أحل المشكلة، وشكرًا مسبقًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي ذكرتها تُشير إلى وجود خلل أو اضطراب في القدرات المعرفية المتمثلة في التركيز والانتباه، والإدراك والتذكُّر والتفكير.

والأسباب التي تُحدث هذا الخلل عديدة، فمنها ما هو عضوي ومنها ما هو نفسي، واجتماعي.

والأمر قد يتطلب معرفة التاريخ الأسري والشخصي، هذا أولاً، ثم معرفة الضغوط والأحداث التي صاحبت ظهور هذه الأعراض، وكذلك معرفة العوامل التي ساعدت في تفاقمها، وربما تكون أعراضاً عابرة وتزول بزوال المؤثّر، وربما تكون ناتجة عن مضاعفات جسمية صحيّة تتعلَّقُ بنقصان عناصر غذائية مُعيّنة، ولكن لا نجزم بأنها بداية لمرض عقلي ذُهاني، فهذا يتطلب مزيدًا من الفحص والتشخيص، ولا بأس من زيارة الطبيب النفسي المختص للتأكد من ذلك؛ فالمقابلة الإكلينيكية تلعب دورًا هامًّا في عملية التشخيص الجيد.

وإلى أن يتمّ التحقق من ذلك نوصيك بالآتي:

1- عدم الاكتراث للأفكار الوسواسية التي تتعلق بالدّين والأخلاق، وينبغي تجاهلها وعدم فتح حوار معها.

2- الانشغال بتلاوة القرآن وسماعه، كلَّما أُتيحت لك الفرصة لذلك.

3- الاهتمام بالغذاء الجيد، والنوم الكافي، وممارسة الرياضة.

4- عدم الجلوس لوحدك لفترات طويلة، بل كوني دائمًا مع الآخرين.

5- حاولي إلقاء الدرس الذي تريدين فهمه، ألقيه على الآخرين إذا تيسّر ذلك، وإلَّا فيمكنك إلقاؤه في غرفة خالية، كأنك تُدرّسين أشخاصًا يجلسون بين يديك.

نسأل الله سبحانه وتعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً