الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أود الزواج بفتاة حديثة الإسلام ولكني متردد، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أولاً: أحب أن أشكر القائمين على هذا الموقع، وأدعو الله أن يجزيهم خيرًا وأجرًا كبيرًا.

ثانيًا: أنا شاب في منتصف العشرينات، مقيم في دولة أجنبية بسبب ظروف الحرب في بلدي، حاليًا أدرس وأعمل في نفس الوقت، هنالك فتاة أجنبية معي في العمل اعتنقت الإسلام منذ فترة قصيرة، وهي الآن ملتزمة بما يرضي الله.

هذه الفتاة ذات جمال ودين، وأنا معجب بها، ولكنها ثيب، حيث إنها كانت على علاقة بشاب أنا أعرفه قبل اعتناقها الإسلام، ولكن قبل إسلامها بفترة كانا قد افترقا.

في هذا البلد فتن كثيرة تأتي الشخص من كل مكان، لذلك أنا أبحث عن العفة بما يرضي الله تعالى، فإذا أردت البحث عن زوجة أخرى؛ فإن السائد حاليًا للأسف هو أن يكون الرجل مقتدرًا، بطريقة لا تتناسب مع ما ينبغي على الرجل من النفقة وغيرها في الشرع، وأنا طالب أعمل وأدرس، لذلك لا أقدر على المتطلبات المبالغة في أحيان كثيرة، أما هذه الفتاة فقد ألمحت لي من طرفها أنها أيضًا تبحث عن العفة، وأن المهم بالنسبة لها الدين ثم تأتي الدنيا.

أنا محتار، فأفيدوني جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آدم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن ييسر أمورك ويكفيك بحلاله عن حرامه، وأن يرزقك الزوجة الصالحة، ونشكر حرصك على اختيار الزوجة الصالحة، والحرص على إعفاف نفسك عن الحرام.

ونحن على ثقة تامَّة -أيها الحبيب- من أن الله سبحانه وتعالى سييسّر لك الأمر، فمن تزوّج بقصد إعفاف نفسه عن الحرام فهو موعود بالإعانة من الله، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ حقٌ على الله عونهم)، وذكر منهم (ناكحٌ يريد العفاف)، كما أن الله سبحانه وتعالى وعد الصابر الذي يريد الاستعفاف بأنه سيرزقه ويُغنيه، فقال سبحانه وتعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 33].

ونصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تُبادر إلى الزواج إذا تيسّر لك، وهذه الفتاة ما دامت بالأوصاف التي ذكرتَ من أنها ذات دين، وقد وقعت في نفسك وقعًا حسنًا وتعلّق قلبُك بها وهي تُريدك زوجًا، فنصيحتنا لك أن تُبادر بالزواج منها، ولا تنظر إلى ماضيها، فإن الله سبحانه وتعالى قد هداها وغيَّر حالها وصرفَ عنها ما هو شرٌّ أعظم من مجرد الزنا، وهو الكفر، فدخولها في الإسلام وتوبتها إلى الله تعالى يمحو الله تعالى بها كل التاريخ السيئ والذنوب التي كانت، فننصحك بأن تنظر إلى حالها الآن، وما هي عليه، فإذا كانت بالوصف الذي ذكرتَ فنصيحتنا لك أن تُبادر إلى الزواج بها يعفُّك الله تعالى بها، ويعفُّها بك، وسيجعل الله تعالى لك من أمرك يُسرًا ومخرجًا.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً