الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي تكلم شابًا ونصحتها فلم تنتهِ، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد معرفة ما يحدث لي هل هو دياثة أم لا؟ أنا على علم أن أختي تكلم شابًا وأغضب منها ولا أكلمها لأيام، نصحتها ولكن بلا جدوى، مع العلم أن العلاقة بينهما ليست جنسية بالفعل أو الكلام، بل هو كلام قريب لمناقشة ما حصل باليوم، والاطمئنان، فهل يجب علي عدم إخبار أهلي حتى لا تكبر المشكلة، وأكتفي بأن أغضب منها وأنصحها وأدعو لها بالهداية، أم يجب ضربها والتحدث مع أهلي عن موضوعها وفضحها؟ هل ما أفعله دياثة أم لا؟ لأني قد سمعت أن الديوث لا يشم رائحة الجنة، وأنا أريد دخولها، فهل أنا ديوث أم لا؟

شكرًا لجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صهيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.. نشكر لك تواصلك معنا كما نشكر لك حرصك على صيانة أختك، وحفظها من أن تقع فريسة للشيطان، فيجرها إلى ما لا تحمد عاقبته، وما تجده -أيها الحبيب- من انزعاج بسبب موقف أختك هذا هو من الغيرة المحمودة التي يحبها الله، فإن العلماء يعرفون الغيرة بأنها انزعاج يجده الإنسان من نفسه، يحمله على صيانة الحُرَم، ومنعهن من الفواحش ومقدماتها، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال عن سعد: "إنه لغيور وأنا أغير منه والله أغير مني".

فهذه الغيرة محمودة مطلوبة، وهي علامة على صحة قلب صاحبها، وأما الدياثة، فهي عكس ذلك أن يرضى الإنسان في حرماته الخبث ومقدماته، نسأل الله العافية، فنصيحتنا لك أن تستمر فيما أنت فيه من محاولاتك لحفظ أختك وإبعادها عن مواطن الخطر، فلا تفضحها ما دام الأمر مستورًا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يحب الستر، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: "من ستر مسلمًا ستره الله"، وأمر العاصي نفسه بأن يستر على نفسه، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "فمن أصاب شيئًا من هذه القاذورات فليستتر". وهذا لا يعني تركها تفعل ما تشاء، ولكن استعمل معها من الأساليب ما يردعها عن هذا التصرف دون فضح لها.

فننصحك أولاً: بأن تعظها وتنصحها وتبين لها عواقب هذا التصرف، وأنه قد يفتح الشيطان عليها بابًا، فتندم في آخر هذا الطريق، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قد حذر الرجال والنساء من خطوات الشيطان ومن نزغاته، وأخبر أن أعظم فتنة هي فتنة الجنس بالجنس الآخر، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"، وأن المرأة والفتاة هي الضحية في نهاية هذا النوع من العلاقات، فحاول أن تتحدث معها بهذا النوع من الكلام الذي يرتكز على الإقناع، فإن لم يفد معها، فحاول أن تستعين بأمك، وأن تخبرها بما يجري منها، وأن تحذرها من الدخول من هذا الباب حتى لا تقع في المنزلق.

وإذا لم تقطع التواصل بهذا الشاب، فهددها على جهة التهديد بأنك ستخبر والدك، وهي الآن إن لم ترتكب إثمًا؛ لأنها تتكلم كما ذكرت أنت بكلام فيه خضوع ولين وإثارة، ولكنه بلا شك بوابة إلى شر وفساد، فحاول أن تتبع معها أرفق الأساليب وأحسنها للوصول إلى النتائج الطيبة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً