الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من التشتت وضعف الذاكرة والتلعثم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع: إيجاد حل للمعضلات الكبيرة، والمنهكة التي أعاني منها، والتي قد بدأت ربما منذ الولادة، وربما بعدها، وهي كما يلي:

1- الصعوبة الكبيرة في الحفظ والفهم والتركيز، وسرعة النسيان، وشرود الذهن، وشتات العقل، وندرة البديهة إلى حد كبير لا يطاق! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

- شرود ذهني مفرط، وأفكار متشتتة، وعدم تركيز لا يحتمل، على الرغم من محاولات علاج المشكلة شخصياً، ودوائياً مع اختصاصيين في المخ والأعصاب، ومن في مجالهم.

- انخفاض كبير في القدرات، سيما عند محاولة تعلم أي شيء فكراً أو قولاً أو فعلاً، وهذا يفشل في الحياة كثيراً.

- عدم القدرة على التقاط اللغات مثل الأقران، على الرغم من الاجتهاد.

- عدم القدرة على الإلقاء أو الخطابة أو السرد، خصوصاً عند تطلب ذلك، في الجامعة مثلاً.

- كل الفحوصات الطبية للدماغ مثل المسح الضوئي Scanner أولاً، ثم التصوير بالرنين المغناطيسي MRI، والقلب، والدم، أظهرت سلامة المخ والقلب والدم، وعدم وجود أي مشكلة، لكن مع هذا فأعراض المرض موجودة، وبشكل لا يطاق.

- قلة الانتباه وفرط النشاط Lack of attention and hyperactivity، وقد استعملت دواء Methylphenidate، ولا جدوى، ثم خضعت لتقييم معرفي متخصص مع تقييم نفسي عصبي، ولا جدوى حتى الآن!

2- البطء والتأخير الملاحظ والمرهق في الإنجاز حد الإعياء والسآمة، عموماً انعدام السرعة في كل شيء أعمله، من ذلك ملاحظة الآخرين لي عندما أعمل فردياً، أو مع مجموعة في فريق، وهذا يزعجني كثيراً.

3- العجمة الكبيرة في اللسان، وأحياناً ثقل عند النطق، وأحياناً سرعة في الكلام لدرجة الإخلال بالنطق السليم للحروف والكلمات، والتأتأة والتوقف عن قول أو فعل ما أنا بصدد فعله.

4- وأعاني من النحافة والضعف جسدياً، وأيضاً الخوف والهلع الشديد عند مواجهة الآخرين، أثناء الخصومات ولو لمشكلة بسيطة!

الحمد لله أنا شاب متدين جداً، ومنظم للوقت، فلا تنصحوني بالتكرار والأوميجا 3، والغذاء المتنوع، والنوم مبكراً، وعدم القلق لزيادة الحفظ، فقد حاولت وحاولت ثم حاولت كثيراً، ولا جدوى، فقد كنت أكرر حفظ الصفحة من القرآن 100 مرة وأكثر، ولكن النتيجة هي نفسها صفر محفوظ أو أقل من 10، على الأكثر، وهذا متعب جداً، ويعتبر لا شيء مقارنة بالمجهود الكبير المبذول.

بعد الله أنتم أملي في إيجاد حل للكارثة التي أعانيها!

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنك تعاني من حالة قلق نفسي متقدم، ومزمن، وبأن ما ذكرته من أعراض وهي الصعوبة في الكلام والتشوش، وعدم التركيز، والنسيان والرهاب الاجتماعي مرتبط بالشعور بالقلق والتوتر والاجهاد النفسي؛ مما أدى إلى فقدان الثقة في النفس والخوف من الظهور بشكل غير لائق أمام الناس، والانشغال بأعراض القلق تسبب تشتيت الانتباه، وحالة التوهان، وعدم التركيز كما هو الحال مع أعراض ADHD، وهذا يتطلب إجراء الاختبارات والقياسات النفسية لتحديد القدرات الذهنية الخاصة بك ومعرفة الأعمال، والتدريب على المهارات الاجتماعية والوظيفية التي يمكنك القيام بها حتى لا تكلف نفسك ما لا تطيق.

العلاج الدوائي متنوع، ويجب أن يكون تحت إشراف طبي من طبيب نفسي متخصص، ويمكن تغيير الدواء أو إضافة دواء آخر أكثر فاعلية، وأكثر أماناً، مثل عقار السيبرالكس أو السيروكسات أو البروزاك أو الزولوفت، وبجرعات مناسبة، ولفترات طويلة، نظراً لطبيعة الأعراض التي تعاني منها، وهذا يتطلب بناء علاقة علاجية، مع الاختصاصي النفسي المعالج، والاستمرار على الخطة العلاجية المتفق عليها.

نود الإشارة إلى أهمية جلسات العلاج السلوكي المعرفي CBT والدعم النفسي، وتمرينات الاسترخاء للتغلب على أعراض القلق، وبناء الثقة بالنفس، وتعلم مهارات التواصل، والتخلص من الأفكار السلبية.

كذلك اتباع أسلوب الحياة الصحية، مثل ممارسة الرياضة، والاستمرار على ممارسة الشعائر الدينية، وقراءة القرآن، سيساعد كل ذلك على الشعور بالهدوء النفسي، وبناء الشخصية، والتواصل الاجتماعي، وقد يساعد أيضاً في التغلب على صعوبات الكلام الذي تعاني منه.

ندعو الله أن يمن عليك بالشفاء التام الذي لا يغادر سقماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً