الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أكتب بحثا عن ابن كثير يتناول جهوده ونتاجه كمحدث؟

السؤال

أريد أن أكتب عن الإمام ابن كثير كمحدث، ووجدت أن الكثير قد كتب عنه كمفسر وغير ذلك، فكيف أبدأ الكتابة في هذا الموضوع؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ طاهر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن ينفع بك بلاده والعباد.

فالإمام ابن كثير رحمة الله عليه، أحد الذين أجادوا وأفادوا، وهو أحد مفاخر الإسلام الذين اتكأ من جاء بعدهم على تراثهم العظيم، وهكذا هو الحال في أمة نبينا عليه صلاة الله وسلامه، ولا عجب فإنها أمة لا ينقطع الخير فيها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ولعل من حماية الله لهذا الدين وصيانة جنابه، تلك الكواكب النيرة من العلماء والفضلاء، الذين يخرجهم الله ويستخدمهم في الدفاع عن دينه والذب عن سنة نبيه، وهم عدول فضلاء، ينفون عن الدين انتحال المبطلين، وسفاهة الجاهلين، وتحريف الغالين.

ومن تلك القمم التي نفاخر بها ابن كثير، الذي ترك تراثاً متنوعاً ومتميزاً، فهو للمفسرين إمام، وللمؤرخين قائد، وللمحدثين أمير.

أما بالنسبة للكتابة عنه وعن أمثاله، فلابد أن تشمل ما يلي:

1- التعريف بالإمام، النسب، الكنية.

2- تسليط الأضواء على عصره ومصره الذي نشأ فيه، مع تناول للأحوال العامة في البلاد التي نشأ فيها، فإن الإنسان مدني بطبعه، وابن لبيئته، وفرع من شجرة زمانه.

3- الإشارة إلى أشهر شيوخه، ومدى تأثره بهم في علمه وأدبه.

4- نوعية العلوم التي برز فيها.

5- أقوال أهل زمانه عنه، وخاصة أشياخه وطلابه.

6- مواقفه وتأثيره على من حوله.

7- أشهر أقواله وحكمه.

8- مصادر رزقه وطريقة معيشته.

9- منهجه في الكتابة والتأليف، وطرائقه في التدريس والتحقيق.

10- المؤلفات التي تركها، والقبول الذي حظيت به.

11- وفاته، وماذا ترك من الأبناء.

ولا يخفى عليك أن البحث الناجح هو الذي تظهر فيه شخصية الباحث، ويتمكن بدراسته من إضافة جديد، أو اختصار مطول، أو توضيح غامض، أو تكميل ناقص، أو جمع متفرق، أو ترتيب مختلط، أو إصلاح خطأ.

ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيننا على الوفاء والحب لسلفنا، فإن الله سبحانه وصف الخيار بقوله: (( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا ))[الحشر:10]^.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً