الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب استيقاظ الطفل فزعًا، وما الذي يجب علي فعله؟

السؤال

السلام عليكم.

طفلي ذو العامين والنصف استيقظ من النوم فزعًا، وهو ينظر في أرجاء المكان، ويغمض عينيه كأنه يرى شيئًا يقترب منه، حاولت تهدئته، وحمله، وفتح أضواء البيت بأكمله، والتجول فيه في أرجاء البيت، لكنه بقي مرعوبًا يتلفت في الأرجاء، وبعد مدة ردد كلمة (دودة)، أي بمعنى حشرة، وكأنه يرى حشرات، ويغمض عينه، وكأن هناك شيئًا يقترب منه، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يزن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال حول طفلك، داعين الله تعالى له بتمام الصحة والعافية.

أختي الفاضلة: إنّ ما وصفت هي حالة معروفة عند الأطفال، نسميها (نوبات الذعر عند الأطفال)، أو (Night Terrors) بالرغم من أن هذه النوبات مُقلقة ومزعجة للآباء والأمهات، ومن باب حرصهم وخوفهم على الطفل، إلَّا أنها غير مؤذية، ومعظم الأطفال -إن لم يكن كلُّهم- ينمون، ويتجاوزون هذه النوبات.

تحدث هذه النوبات عند الأطفال الذين هم دون العاشرة، أو السادسة عشرة من العمر، وخاصةً في السِّنّ الصغير، وتكون غالبًا عندما يكون الطفل إمَّا نائمًا، أو بين الصحو والنوم، وفي طريقه إلى النوم العميق.

ومن الأسباب التي يمكن أن تُسبب هذه النوبات، يمكن أن نُعدّد:
- قلة النوم عند الطفل.
- وجود ما يُقلقه، أو يُشعره بالتوتر، كأن تكون هناك مشكلة ما في الأسرة، أو في الحضانة -إذا كان يذهب إلى الحضانة- أو المدرسة.
- أحيانًا الأطفال الذين ينامون في مكانٍ جديدٍ غير سريرهم، أو بيتهم المعتاد.
- إذا كان يشرب المنبّهات، ومنها الكوكولا، والشاي، وغيرهما.

ماذا يحدث مع نوبة الهلع؟
- فجأةً يشعر الطفل بالرعب، فيجلس، وإن كان غير مستيقظ.
- تبدو عليه ملامح الخوف، والتوتر، والقلق.
- قد يتفوه ببعض الكلمات، مثل ما ذكر طفلك عندما تحدّث عن الدود.
- قد يتعرّق.
- وربما يقوم بالحركة.

أختي الفاضلة: ماذا نفعل عندما تحدث مثل هذه النوبات؟
- ننصح أولياء الأمور بأن يجلسوا أمام الطفل بهدوء.
- ألَّا يحاولوا إيقاظ الطفل من نومه؛ لأنه إنِ استيقظ فإنه في الغالب يكون مشوّشًا.
- أيضًا أن نحافظ على سلامته إذا خرج من سريره وبدأ يركض، حمايته من أن يُعرّض نفسه للأذى.

متى نستشير طبيب أطفال؟
نستشير طبيب الأطفال عندما تكثر مثل هذه النوبات، وخاصةً إذا حدثت عدة مرات في الأسبوع الواحد، أو أن هذه النوبات بدأت تحرم الطفل من النوم الهادئ.

أختي الفاضلة: ينبغي كذلك أن نهتم بما ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم من تعويذ الأطفال، وأذكار الصباح والمساء والنوم، وإذا كان الطفل في عمر لا يعقل فيه الأذكار، فنعوذه بقول: (أعيذك بكلمات التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)، ويمكن عند النوم أن تقرئي عليها سورة الإخلاص، والمعوذتين، وآية الكرسي، وتفعلين ذلك صباحًا ومساء، وكلما دعت الحاجة إلى ذلك، ولمزيد من الفائدة راجعي هذا الرابط من مركز الفتوى بالموقع:
https://2u.pw/rke3xkIX

أدعو الله تعالى لطفلك بتمام الصحة والعافية، وأن يُخرجه من هذه النوبات التي -كما ذكرتُ- لا تحتاج إلى علاج، وإنما مجرد التطمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً