السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة وأدرس في مدرسة فيها أساتذة ذكور، وصادف قبل أيام أن جلس الأستاذ بجانبي على الكرسي، مع العلم أنه كرسي طويل مخصص لشخصين، وقلت له: لا تجلس بجانبي، فقام، فهل تصرفي هذا جائز؟ وكيف يجب أن أتصرف في مثل هذه المواقف؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال.

ونؤكد أن الخير للنساء في بُعدهنَّ عن الرجال، والشريعة باعدت بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال، بل باعدت بين صفوف النساء وصفوف الرجال في الصلاة، فجعلت خير صفوف النساء آخرها لبُعدها عن الرجال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُخلِّص أُمّتنا من هذا الوضع الذي تحتاج فيه الطالبة أن تتعامل مع مدرِّس، أو أن تدرس مع الذكور من الطلاب.

وعلينا أن نُدرك أن أمم الأرض أدركت خطورة هذا الأمر، حتى وجد في بلاد الغرب مدارس تفصل بين الجنسين، لأنهم أدركوا الآثار السالبة والخطيرة لوجود الرجال مع النساء، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يُبرم لأُمّتنا أمر رُشد يُعزُّ فيه أهل طاعته.

وقد أحسنت بتنبيه هذا الأستاذ، لكن لأنه أستاذ كنّا نتمنّى أن تنهضي أنت لمكان آخر، إذا جلس هو يمكن أن يكون التعبير عن هذا بأسلوب مختلف، ولكن أحسنتِ، فما فعلتِه أيضًا فيه رسالة مميّزة وواضحة لهذا المدرِّس، ونسأل الله أن يُعين المدرسين وأن يُعيننا جميعًا على الاحتكام، والتقيُّد بآداب هذا الشرع الحنيف، الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

واستمري على هذا، استمري على البُعد عن الرجال عمومًا، واعلمي أن هذا دليل على أنك من بيتٍ كرام، وهكذا ينبغي أن تُحافظ الدُّرة على نفسها، وتحفظ المسافات بينها وبين الآخرين، خاصة عندما يكونون رجالًا، فالخير للمرأة أن تبتعد عن الرجال، بل ترتفع قيمتها عند أهلها وعند الرجال وعند الله، عندما تجتهد في أن تبتعد عن مواطن الرجال.

نسأل الله أن يزيدك خيرًا وحرصًا، وأن يوفقك لما يحبُّ ربنا ويرضاه.