الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا امرأة متزوجة لا ترغب في إنجاب الأطفال، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا متزوجة منذ (9) أشهر، وأعيش مع زوجي قصة حب رائعة، إلا أنني لا أريد الأطفال، ولا أريد أن أحمل، ولا أحمل أي مشاعر أو رغبة بالأمومة، حاولت أن أقنع نفسي ولكن دون فائدة، ولا أدري إلى متى سيصبر زوجي؟ أكره أن أكون أماً، ولا أريد ذلك، ماذا أفعل لقد تعقدت، وكيف أحل مشكلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ اسما حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يرزقك الصالح من الأولاد، وأن ينفع بك البلاد والعباد.

فإن الأطفال زينة الحياة الدنيا، وبوجودهم تتعمق معاني الود والمحبة بين الزوجين، وبدونهم تتوقف الآمال التي هي طعم الحياة، وتصبح الحياة رتيبة مملة.

ولقد ترددت في أسماع الدنيا صيحات صاحبة الشهادات التي قالت: (خذوا شهاداتي كلها وأسمِعوني كلمة ماما) وسمع الناس قصة المرأة الغربية التي وصلت إلى أعلى الوظائف في شركة الببسي كولا، ثم قدمت استقالتها لتتفرغ للولادة والتربية وتشيع عاطفة الأمومة عندها، بل إن مشاعر العودة إلى البيت بدأت ترتفع مرة أخرى عند المرأة الغربية، التي وصلت إلى آخر مراحل التمرد على الأمومة.

ولست أدري ما هو مجال تخصصك الطبي؟ ومنذ متى وجدت عندك هذه المشاعر السالبة؟ وهل هذه المشاعر موجودة عند صديقاتك؟ فإن المرأة قد تنفر من إنجاب الأطفال إذا شاهدت امرأة تعبت في الوضع، أو جالست امرأة تنفر من الأطفال لتعرضها لتجربة سلبية، مثل معاناة والدتها مع أطفالها، وقد يكون السبب هو مجالسة بعض المنحرفات أو التشبه بالكافرات، وإذا عرف السبب بطل العجب وسهل إصلاح الخلل والعطب.

ولا شك أن المسلمة تعرف أن رسولنا يفاخر بنا الأمم يوم القيامة، ووجهنا بأن نتزوج الودود الولود، وبينت الشريعة فضل الولد الصالح، وتسابق السلف إلى الزواج رغبة في إنجاب الولد، كما قال ابن الجوزي رحمه الله: (لما علمت فضل النكاح وطلب الولد، سألت الله أن يرزقني زوجة صالحة، وأن يرزقني منها عشرة أبناء، فرزقنيهم الله فكانوا خمسة ذكور وخمس إناث).

وما من امرأة تتأخر في الإنجاب أو تعطل الإنجاب إلا وندمت على كل ذلك، والمقام لا يتسع لعرض القصص، ولكن العاقلة من وعظت بغيرها، ولا أظن أن الزوج يرضى ببيت لا طفولة فيه، وها هم يجوبون الأرض بحثاً عن وسيلة لإنجاب أطفال.

ونحن ننصحك بالتعوذ بالله من هذه المشاعر، وتذكري أن الرجل يرى جمال الحياة في أطفاله، ويجد صورة الزوجة وامتدادها في أبنائها، بل إننا لننصحك بالمسارعة في الإنجاب حتى تسعدوا بأطفال يعيشون معكم معظم أيام الحياة، وتفرحون بزواجهم ونجاحهم، مع ضرورة أن تقبلي على هذا الأمر بنفس راضية، فإن الطفل وهو في بطن أمه يتأثر بمشاعر الأم تجاهه، فإن كانت كارهة للحمل والإنجاب تأثر بذلك، وعبر عن ضيقه بكثرة الحركة في بطنها، فإذا خرج تمرد على الرضاع من ثديها، وأكثر من البكاء، ونشأ محباً للنكد والعناد.

وأرجو أن تزوري رياض الأطفال، لتشاهدي البراءة والجمال، وتوكلي على الكبير المتعال، واسألي الله من فضله، فإنه سبحانه واسع النوال، واحرصي على كل ما يرضيه في الحال والمآل، ومرحباً بك وشكراً لك على الصراحة في السؤال، ونسأل الله أن يعمر دارك بالصالحين من العيال، وأن يرزق زوجك قرة العين وهدوء البال.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات