الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سفر المرأة للعمل خارج بلدها

السؤال

السلام عليكم
أنا والحمد لله تم تخرجي هذه السنة من كلية اللغة العربية جامعة الأزهر الشريف، ولكني الآن أشعر بالفراغ الشديد من عدم وجود الشغل المناسب، وأتمنى أن أستثمر وقتي بشيء شديد الأهمية يفيدني في الدنيا والآخرة ويرضي الله تعالى، ولكني لا أعرف ما هو هذا الشيء؟

وتوجد لدي فرصة عمل للخارج، فهل أستثمرها أم أتركها؟ ولكني أخاف من الغربة والوحدة، والآن أصبحت عصبية جداً جداً، وأشعر بضيق طول الوقت.

ماذا أفعل للقضاء على هذا الضيق الذي أصبح يلازمني طوال الوقت؟ ماذا أفعل أيضاً في حياتي التي أصبحت أشعر أنها لا قيمة لها؟

أفيدوني وجزاكم الله خيراً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهوله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكل عمل شريف مناسب، والأرزاق لا علاقة لها بالشهادات، فابذلي الأسباب، واطلبي رزقك من الوهاب، واشغلي نفسك بالدعوة إلى السنة والكتاب، وتوجهي إلى من يفتح للخيرات الأبواب، ويؤنس وحشة المؤمنين الذاكرين ويدلهم على الصواب.

ونحن لا ننصح الفتاة بالسفر خارج بلدها، إلا بصحبة محرم يكرمها ويحرسها، فإن في الغربة وحدة وصعوبة ووحشة وآلام، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بفتاة يعتريها الضعف وتحتاج للحماية والعطف.

وأرجو أن تتجنبي كثرة التفكير، فإن ذلك يجلب الضيق والضجر، وقد يدفع – والعياذ بالله – إلى الاعتراض على القدر، واعلمي أن السعادة والطمأنينة ليست في الوظائف ولا في الأموال ولا في الأولاد، ولا في الذهب ولا على عروش الملوك، ولكن الطمأنينة مكانها واحد قال تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28]، وقد أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم: (إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها) فإذا الرزق مقسوم والقدر مكتوب والأجل محدود، ففيم الهم؟ وعلام يكون الغم؟

فتعوذي بالله من الشيطان فإنه عدو للإنسان، وهمّه أن يحزن أهل الإيمان، واستعيني بربك الرحمن، واسألي الواهب المنان، ولا تنظري إلى ما في أيدي الأخوات والجيران.

والإنسان يعطي حياته قيمتها بإحسانه وطاعته وأدبه وحسن تعامله مع من حوله، فليست القيمة الحقيقية في المباهج والمظاهر، ولرب أشعت أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره، فإنه ليس بين الله وبين خلقه نسب إلا الطاعة، فكوني مطيعة لله وواظبي على ذكر الله وأكثري من تلاوة كتابه، وارفعي أكف الضراعة إلى الله وأبشري بقول الشاعر:

يا صاحب الهم إن الهم منفرج *** أبشر بخير فإن الفارج الله

وعليك بتقوى الله والصبر، فإن الله مع المتقين ومع الصابرين وقد أحسن من قال:

ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد

ولا يخفى عليك أن الصبر مرُّ المذاق، لكنه عاقبته أحلى من العسل، وأرجو أن تهجري السلبية، وحاولي أن تعلمي خيراً، أو تقولي خيراً، أو تساعدي محتاجاً ليكون الله في حاجتك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً