الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرَّفت عليه وأقرضته مبلغاً من المال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا لم أتعرف على أي شخص طيلة حياتي ولا في كليتي، ولكن منذ (6) أشهر تعرفت على شخص وأعجبت به وأعجب بي، وكانت بيننا مكالمات ولكنها -ولله الحمد- بدأت تقل، وكانت هناك مقابلات ولكنها قلت أيضاً، وأنا أشعر الآن ومتأكدة من عدم صدقه في مشاعره معي، ولكنه تسلف مني مبلغاً من المال (2000 جنيهاً) وأريد استرداده وأشعر بالخجل، ولكني أريد المال لأني لا أطمئن إليه؛ فماذا أفعل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن قطعك للعلاقة هو المهم، والإنسان يصون عرضه بماله بل وبحياته، وقد أحسن من قال:

أصون عرضي بمالي لا أدنسه * لا بارك الله بعد العرض في المال

وإذا استطعت استرداد المال بطريقة لا تؤثر على سمعتك ومستقبلك فلا مانع من ذلك، أما إذا كان طلبك لحقك يترتب عليه مزيد من التنازلات والمقابلات فنحن لا نحبذ ذلك، وإذا كان أهلك يثقون فيك وعندهم علم بالعلاقة فاطلبي مساعدة الرجال من أهلك في طلب المال الذي أخذه منك، ولست أدري ماذا يمكن أن يحصل لو طالبت بحقك بالقنوات الرسمية؟ وعلى كل حال فالمسألة تحتاج إلى تقدير للمصالح والمفاسد وتأمل للعواقب، واحمدي الله الذي كشف لك حقيقة الرجل، وحفظك من السوء والفحشاء رغم حصول الخلوات والمقابلات، فاتقِي الله في نفسك، ولا تؤسسي علاقةً مع شابٍّ إلا إذا طرق الباب، وكانت العلاقة على مرأى ومسمع من أهلك والأحباب، وأرجو أن تعلمي أن الرجل لا يمكن أن يحترم الفتاة التي تُقدم نفسها له وترضى أن تُكوِّن معه علاقة في الظلام.

ونحن ننصح بالتوبة بما حصل، والحرص على طاعة الله عز وجل، وإذا جاءك المال فبها ونعمت، وإلا فالسلامة لا يعدلها شيء، واعلمي أن المؤمنة لا تُلدغ من الجحر الواحد مرتين، وهذه وصيتي لكِ بتقوى الله ثم بضرورة المحافظة على أموالك، وقبل الأموال أرجو أن تحافظي على نفسك، وذلك بالتمسك بهذا الإسلام الذي كرَّم المرأة المسلمة فجعلها مطلوبة عزيزة غالية، ولم يجعلها طالبة ذليلة تجري وراء السراب وتشرب كؤوس الخديعة والمكر من رجالٍ لا يرقبون فيها إلاًّ ولا ذمة، وأولئك هم المعتدون.

وقد أسعدنا تواصلك مع الموقع، وشكراً لك على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يبعد عنك الأشرار، وأن يرزقك الصالح من الرجال، وأن يصلح لنا ولك الأحوال.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً