الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأرجح الفتى بين إعالة الأسرة والسفر للبحث عن دراسات عليا

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على نبيه الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو من فضيلتكم أن تشيروا عليّ في المسألة الآتية بأسرع وقت ممكن - جزاكم الله خيرا- وهو أنني متزوج ولي - بحمد الله - ابن له 3سنوات ونصف، وبنت لها سنة، وكان من طموحاتي الحصول علي شهادة الدارسات العليا، وقد سافرت لهذا الغرض إلى المغرب في السنة الماضية ولم أحصل على التسجيل النهائي وخسرت، لي سنة، والآن أتردد بين أمرين هما:

1- السفر مرة ثانية للبحث عن التسجيل.

2- البقاء والبحث عن عمل في الدولة لأحصل على ما أعيل به الأسرة ونفسي.

فماذا ترون أنتم: هل أبقى لرعاية الأسرة والعمل، أم أسافر لمواصلة الدراسة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن رعاية الأسرة مقدمةٌ على السفر للبحث عن التسجيل في الدراسات العليا، فإن الدراسة تحتمل التأجيل ولكن رعاية الأسرة تتعين عليك، فاتخذ لذلك الأسباب وتوكل على الكريم، وأكثر من الاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا المختار.

ومرحباً بك في موقعكم وشكراً على تواصلك مع إخوانك وآبائك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك.

ولا يخفى على أمثالك أن الإنسان يؤجر على اجتهاده في كسب الرزق ليعف نفسه وأهله، وأفضل دينار ينفقه الرجل هو ما ينفقه على أهله، واليد العليا خير من اليد السفلى، والعظيم سبحانه تكفل بالأرزاق وما على الإنسان إلا أن يسعى لأن الله سبحانه يقول: (( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[الجمعة:10]، وقال سبحانه: (( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ))[الملك:15].

ولا يخفى على أمثالك أن الدراسات العليا لا تشترط عمراً معيناً، وأنه لا مانع من الدراسة مع العمل.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بعدم اشتراط وظيفة معينة، ولكن إذا وجدت الوظيفة المناسبة فلا تتردد، كما أرجو أن تعمر دارك بالذكر والتلاوة، وتوجه إلى من بيده الرزق والهداية.

ونسأل الله أن يلهمك رشدك والسداد.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً