الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاحيات العم ولي البنت في الزواج

السؤال

السلام عليكم.

أحببت شاباً وأحبني، واستمرت علاقتنا هاتفيا حتى جاء لخطبتي، ولكن أهلي رفضوا التحدث بالموضوع لأني لم أكمل دراستي بعد، فقرر أن ينتظرني حتى أكمل دراستي، ولكننا كنا نود أن تتم الخطبة حتى لا تستمر علاقتنا الخاطئة، فماذا أفعل؟! علماً أنه على مستوى من الدين والتعليم.

ثانياً: هل لولي الفتاة المتوفى والدها أن يمنعها من الزواج من شخص تراه مناسباً لها وعلى خلق ودين وأمها ترتضيه لها؟

علماً بأن سبب رفض الولي غير مقنع للفتاة وأمها, والعلاقة ليست قوية بين أم الفتاة ووليها (عمها)، وهي تعيش مع الولي وليس مع أمها، وهل يقتصر دوره على النصح لها ويكون القرار بيدها؟ وهل هذا يختلف من بلد لآخر حسب العرف؟ وماذا تفعل الفتاة إذا منعها وليها وكانت ناضجة ومتعلمة؟!

أفيدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح يكون عوناً لك على طاعته ورضاه، وأن يصلح ما بينك وبين وليِّك وأن يجعلكم أسرة متحابة متماسكة، وأن يوفق وليِّ أمرك لاختيار الخير الذي يرضي الله ويعود عليك بالنفع في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الولي هو الأب، وفي حالة فقد الأب تنتقل الولاية إلى من بعده في الترتيب، ولذلك فإن عمك يعتبر وليّاً لأنه في مقام أبيك، والولاية هنا ولاية شرعية، ومعنى الولاية الشرعية هدفها الأول إنما هو النظر في مصالح المولى عليه أو اليتيم أو الصغير، فمن حق عمك أن يمنعك إذا وجد أن الزوج غير كفء، ويجب عليه أن يتقي الله فيك وأن يبحث عن مصلحتك وما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك، لأنك كابنته تماماً.

وهذا الشاب الذي تقدم إليك قد يكون مناسباً لك ولأمك من وجهة نظركما، ولكن قد توجد أشياء لا تعرفونها، فالولي بحكم أنه رجل ومعارفه واسعة وخبراته أعمق قد يرى أنه غير مناسب من جوانب لا تعرفونها، وقد يكون متعنتاً ومتشدداً ورافضاً للزواج من باب النكاية في أمك أو في غيرها.

ولذلك أتمنى أن يكون هناك من يتحدث معه، فإذا كنت تستطيعين الكلام معه ومعرفة وجهة نظره في رفض هذا الشاب المناسب فهذا حسن، وإذا لم تستطيعي ذلك فمن الممكن لأمك أن تسأله أو ترسلون أحداً لسؤاله عن سبب الرفض ليتأكد هل هو متعنت أم أنه أراد الحق والخير؛ لأن الولي يعرف أنه مسئول، خاصة أن ابنة أخيه كابنته قطعاً، ولا يوجد هناك فارق بينك وبين ابنته؛ لأن العم يكون في مقام الوالد، فالعم والد والخال والد والخالة والدة.

وحسب الظاهر شرعاً أن هذا حقه وليس مجرد ناصح، وإنما مسئول مسئولية كاملة كالأب تماماً، ولكن يبقى مناقشته في هذا الأمر ومعرفة سبب رفضه، وإذا اتضح أنه متعنت فمن حقك أن تدخلي من يقنعه بالتراجع عن موقفه، فإن لم يستجب جاز لك أن تستخدمي ضده إجراء أمام المحاكم وتطلبي فسخ ولايته للضرر وتحويلها إلى عم آخر إذا كان لك أكثر من عم، وأما إذا كان هذا مجرد توقع على اعتبار أنك أنت وأمك تعرفان هذا الشاب وعمك لا يريد أن تفرضوا عليه شخصاً معيناً أو شخصاً من جهتكم، فهذه الأمور بالحوار وبالتناقش والشورى سوف تصلون إلى حل طيب إن شاء الله.

نسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يجعل لك من لدنه وليّاً ونصيراً، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح مبارك يكون عوناً لك على طاعته ورضاه، وأن يجعلك من المؤمنات الصادقات الصابرات وممن أكرمهم ربنا برضوانه في الدنيا وجنات واسعة في الآخرة.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً