الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أرشد من تمارس التسول لخطورة ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

إحداهن تتسول، وعلمت هذا من قريبتي، والتي طلبت مني ألا أخبرها، فهل يجوز لي أن أخبر هذه السيدة بما قالته قريبتي عنها؟ لأني لا أريدها أن تتسول؛ ولأن عدم إخبارها سبب المشاكل لي ولها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربيعة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

اعلمي أختي -وفقك الله- أن التسول لا يحل لمسلم إلا لحاجة وضرورة، وينبغي أن تتثبتي أولاً من كون هذه المرأة فعلاً تتسول، حتى لا تقعي في الظن السيء، وتبنين عليه مواقف وهو خطأ، فإن ثبت أنها تتسول، فينبغي أن تعرفي هل هذا التسول عن غير حاجة وضرورة؟

ثم لا بد لك -أختي الفاضلة- أن تحرصي على آداب النصيحة مع هذه المرآة، وعدم فضحها أمام الآخرين أو التشهير بها، وتذكيرها بحرمة التسول إلا لحاجة وضرورة شديدة.

واعلمي -أختي الفاضلة- أن إفشاء سر الآخرين لا يجوز بشكل عام، خصوصًا إن كان هذا السر سيؤدي إلى ضغينة وخصام وقطيعة بين الناس، فلا يحل، ويأثم فاعله، والإسلام نهى عن الإفساد بين الناس، والتسبب في قطع الأرحام، أو إفساد ذات البين.

وإن كان هدفك -أختي الفاضلة- هو أن لا تتسول هذه المرأة، فيمكنك مواجهتها بمعرفتك أنها تتسول –إن ثبت ذلك-، دون إخبارها بمن اطلعك على ذلك، أو الإصرار على إخفاء من أخبرك إن طلبت منك، لأن غايتك هي نصحها وإرشادها لترك فعل التسول، وهذا يتحقق دون الحاجة الى إخبارها بمن أطلعك على فعلها.

كما يمكن تقديم النصح لها بشكل غير مباشر كرسالة مكتوبة باليد، أو عبر الجوال تُعرِّفها بحرمة التسول ونحوه، أو إرسال مادة صوتية، أو مرئية لموعظة عن تحريم التسول ونحوه، وهذا قد يتحقق به المراد من دفعها لترك التسول، وإعفاف نفسها عن الحرام، كما يتحقق به إخبارها الذي يزول به الإشكال عنك وعنها -بإذن الله- تعالى.

نسأل الله أن يسددك، وييسر أمرك، ويلهمك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً