الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علامة محبة الله ورسوله وثمرتها

السؤال

لقد أكرمني الله بالتوبة فقد أصبحت أصلي جميع الصلوات في وقتها وأغلبها في المساجد، وغضضت بصري وأمسكت لساني عن المنكرات لكن السؤال هو: هل هذا هو حب الله ورسوله لكني لا أحس بالحب كما يصفه الناس، فأنا لم أعرف الحب في حياتي أبدا لا من قريب ولا من بعيد. أو أنه مع مرور الزمن سيتغير قلبي نحو الأفضل وحب الله ورسوله لأني أخشى أن أكون من المنافقين وأن أعبد الله خوفا منه ومن عذابه . ويعلم الله أني لا أرائي بعبادتي....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك التوبة والإنابة إلى الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على حرصك على الطاعة ولاسيما الصلاة، واجتناب المنكر ولاسيما غض البصر وعفة اللسان، زادك الله هدى وتقى وصلاحا.

وإذا كنت على هذا الحال فنرجو أن تكون ممن يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن حقيقة محبة الله تعالى تتمثل في عبادته وطاعته، وحقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم تتمثل في اتباعه والاقتداء به والتمسك بسنته صلى الله عليه وسلم.

قال ابن القيم في مدارج السالكين: قال الله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ، وهي تسمى آية المحبة. قال أبو سليمان الداراني: لما ادعت القلوب محبة الله أنزل الله لها محنة: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ .

قال بعض السلف: ادعى قوم محبة الله فأنزل الله آية المحنة. قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ.

وقال: يحببكم الله إشارة إلى دليل المحبة وثمرتها وفائدتها، فدليلها وعلامتها اتباع الرسول، وفائدتها وثمرتها محبة المرسل لكم، فما لم تحصل المتابعة فليست محبتكم له حاصلة، ومحبته لكم منتفية. اهـ كلام ابن القيم.

ويمكن تحصيل محبة الله في القلب وزيادتها بتدبر أسمائه وصفاته ومشاهدة آلائه ونعمه وعظيم رحمته بعباده وتحصل محبة النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة سيرته وشمائله الطيبة وشفقته على أمته.

فعليك بمزيد من الاجتهاد والحرص على الجمع بين الخوف والرجاء في سيرك إلى الله تعالى، وننصحك بعدم الالتفات إلى أي وساوس قد يقعدك الشيطان بها عن طلب المعالي، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 21032.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني