الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جزاكم الله خيراً على كل ما تقدمونه، سؤالي هنا هو ما رأي الدين والشرع والأخلاق في قتل القطط بحجة أنها تؤذي بأن تبحث لها عن طعام حتى وإن دخلت بيتا وفتشت به، فهذا حيوان كيف لنا أن نعاقبه بالموت وهو يبحث عن الطعام ونحن بني البشر أخطأنا بلا حدود والله عز وجل يعطينا من الفرص الكثيرة للتوبة والتراجع عن الذنب.. فهذا لا يجوز حسب ما تعلمنا في القرآن والسنة.. وما هو عقاب هؤلاء الناس الظلمة، فأرجو التفصيل والتوضيح في الإجابة؟ جزاكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقتل القطط أو غيرها من الحيوانات غير المؤذية بدون سبب مشروع وبدون إضرار منها هو حرام يأثم فاعله، كما أنه ينافي ما ينبغي أن يكون عليه المسلم من خلق الرحمة، ففي سنن النسائي أنه صلى الله عليه وسلم قال: ما من إنسان قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز وجل عنها، قيل: يا رسول الله ما حقها، قال: يذبحها فيأكلها ولا يقطع رأسها يرمي بها.

أما إذا كان حصل ضرر من القط فإنه يجوز قتله، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك وأحمد وابن ماجه وصححه الألباني في الإرواء... لكن يشترط لذلك عدم وجود وسيلة أخرى للتخلص من ضرره إلا بالقتل، وقد أفتى بذلك العز بن عبد السلام.

قال في تحفة المحتاج: وكان ابن عبد السلام اعتمده حيث أفتى بقتل الهر إذا خرج أذاه عن العادة وتكرر منه. وقال المرداوي: يجوز قتل الهر بأكل لحم ونحوه على الصحيح من المذهب. الإنصاف.

ويراعى في حالة جواز القتل أن يكون بوسيلة سريعة ليس فيها تعذيب، ففي صحيح مسلم عن شداد بن أوس قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني