الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتوقف حكم مشاهدة أفلام الكارتون على مضمونها

السؤال

أنا قرأت كل الفتاوى التي في الموقع الخاصة بالكارتون وعرفت أن الكارتون ممكن يتفرج عليه الأطفال لكن ما فهمت بالنسبة للكبار؟ لكن حاسس أني تشتت وغير فاهم، أرجو المعذرة. بعد إذنك يا شيخ: إذا أنا تفرجت على كارتون توم وجيرى تحديدا، وأغلقت صوت التليفزيون كيلا أسمع الموسيقى، هل هذا حرام أم حلال ؟ ولو سمحت يا شيخ أجبني على كارتون توم وجيرى تحديدا، وأنا سأفهم المقصود . ولو أنا تفرجت على كارتون سوبرمان مع العلم أن كارتون سوبرمان فيه صور الشخصيات مجسمة، والصور تحس أنها فعلا حقيقية، وأغلقت صوت التليفزيون كيلا أسمع الموسيقى فهل هذا حرام أم حلال؟ لو سمحت يا شيخ جاوبنى على الكارتون هذا تحديدا وأنا سأفهم المقصود .. للعلم أنا عندي 21 سنة. أرجو أن تفهمني بطريقة مبسطة لأني سأنشر الموضوع على أصحاب لي كثيرين يتفرجون على الكارتون.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبقت فتاوى عديدة في حكم مشاهدة أفلام الكرتون، ومنها فتاوى عامة للكبار والصغار، مثل الفتوى رقم: 34634، ومنها فتاوى للكبار تحديدا، مثل الفتوى رقم: 110537.

والحاصل أن حكمها يتوقف على مضمونها، فإذا خلا من الأمور المحرمة، والمفاهيم المخالفة للإسلام، كالدعوة إلى عقائد غير المسلمين أو الاستهزاء بشيء من الدين أو الدعوة إلى محرم، أو إقراره، أو شيوع الخلاعة والمجون ...الخ، إذا خلا من ذلك ونحوه فلا حرج في مشاهدتها، سواء من الصغير أو الكبير، كما أن المشاهد للصور المجسمة وغيرها لا يلحقه إثم المصورين، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 108497، إلا أنه يتأكد على الكبير ـ وخاصة الشاب ـ استثمار وقته فيما ينبغي له فعله، من طلب العلم النافع وغير ذلك من الأمور المهمة؛ ترتيبا للأولويات في حياة المسلم، وعملا بقول النبي عليه الصلاة والسلام: لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفيما أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم. رواه الترمذي وصححه الألباني.

وبخصوص الأفلام المذكورة تحديدا فنحن لم نحط علما بجميع حلقاتها، ومن ثم لا نستطيع الحكم عليها حكما عاما، ولكن القاعدة في ذلك ما ذكرناه آنفا.

وينبغي أن تنصح أصحابك باستغلال أوقاتهم في الأهم فالأهم، وأن تشعرهم بقيمة أعمارهم وخاصة فترة الشباب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني