الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يحرم كشف العورة للطبيب بدون ضرورة

السؤال

تقدمت للعمل بشركة بإحدى الدول العربية وكان من ضمن الأوراق المطلوبة لإتمام السفر شهادة كشف طبي من إحدى المستشفيات بدولتي ـ والتي تعمل بالوكالة عن نظام العمل بهذه الدولة العربية ـ وعند تقدمي لإجراء الكشف الطبي، كان من إحدى هذه الكشوف أن طلب الطبيب كشف العورتين الأمامية والخلفية ورؤيتهما فرفضت عمل ذلك ـ مع العلم أنني سليم ـ ولم أسافر، وسؤالي هو :هل يجوز كشف العورة الأمامية و الخلفية من أجل العمل والسفر للخارج؟ ـ وبهذه الصورة التي أرى أنها مهينة وغير إنسانية.
إذا كان لا يجوز ذلك، فنرجو مناشدة المسئولين في هذه الدول الإسلامية بإلغاء هذه الخطوة الطبية، مع إيجاد البديل لها الذي يحفظ حق نظام العمل لدى هذه الدول، مع حفظ كرامة الفرد المسلم، أما إذا كان يجوز فنرجو من سيادتكم إيضاح ذلك تفصيليا استجلاء للحق ومحوا للجهل وسوء الفهم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا لم نسمع عن دولة إسلامية أنها تشترط للعمل بها كشفا طبيا يستدعي كشف السوأتين، وأما عن الحكم في المسألة، فإن الله تعالى أوجب حفظ العورات من أن ينظر إليها، لما في الحديث: احفظ عورتك إلا من زوجتك. رواه أصحاب السنن وحسنه الألباني.

وقال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{النــور:30}.

وبناء عليه، فإنه يحرم طاعة الطبيب في التعري أمامه إلا إذا كانت هناك ضرورة ملجئة تستدعي السفر، فتقدر الضرورة بقدرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني