الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المبالغة في الحب أو البغض أمر غير محمود

السؤال

هل من كيفية لتخفيف ألم الفراق؟ حيث إني مرتبطة بصديقة إلى أبعد الحدود ولا أصبر على فراقها، حيث إني أتعذب في عدم وجودها، لكن الآن يجب علي أن أبتعد لكي أكمل دراستي في بلد آخر، لكني حقا لو كان بيدي لبقيت معها فهي كل حياتي، لكن هذه سنة الحياة ولكني لا أريد أن أتعب. فماذا أفعل؟وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أن المبالغة في الحب والبغض أمر غير محمود، فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله : " أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي وصححه الألباني.

ولا شك أن القصد والاعتدال في الأمور مما يوافق الشرع ومن أسباب طمأنينة النفس، فينبغي الحذر من الإفراط في التعلق بتلك الصديقة، وعليك أن تشغلي وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك، وينبغي أن تكون محبتك لها محبة في الله، وليست محبة لحظوظ النفس واتباع الهوى، وانظري الفتوى رقم : 52433

واعلمي أن القلب إذا امتلأ بمحبة الله ورسوله، رجعت محبة من سواهما إلى نصابها ولم تجاوز قدرها وصارت تابعة لمحبة الله ورسوله، وهذا هو القلب السليم الذي يعيش صاحبه في جنة الدنيا، لا تلعب به الأهواء ولا تزلزله المصائب والنوازل ، والطريق إلى محبة الله ورسوله يكون بالتعرف على الله وأسمائه وصفاته والتفكر في نعمه وآلائه وتدبر كلامه، والتعرف على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته وأخلاقه، وكثرة ذكر الموت وما بعده من أمور الآخرة، وكثرة الذكر والدعاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني