الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سجود الموسوس للسهو للتخلص من الحرج

السؤال

أنا مصاب بالوسواس بحيث ينقدح في ذهني وأنا أصلي أنني نويت أن أقطع الصلاة، فأتردد في قطعها، فإذا ترددت أقوم بقطعها بناء على أن التردد في قطع النية يبطل النية، وأدى هذا إلى أنني في مرة من المرات لما كبرت مع الإمام، وقد فاتتني ثلاث ركعات من العصر ولحقت على ركعة، وبجانبي صاحبي قطعت الصلاة للسبب السابق، وكبرت من جديد مع الإمام، وقد فاتتني أربع ركعات، فلما قضيت أربع ركعات بعد سلام الإمام وانتهيت من الصلاة تنبه لذلك صاحبي، وقال لي إنني صليت أربعا وقد فاتتني ثلاث، لأنه لا يعلم أنني قطعت صلاتي من أجل الوسواس فتحرجت أن أخبره أنني موسوس فنويت أن أمثل عليه فسجدت سجدتين وسلمت تسليمتين حتى أخدعه بحيث لا يعرف أنني موسوس، فما حكم فعلي هذا؟ وهل يعتبر شركا؟ أنا لا أسأل عن الوسواس وإنما أسأل عن هذه الحادثة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا بد من تنبيهك أولاً على خطر الوساوس وضرورة تجاهلها والإعراض عما يعرض منها، وانظر الفتوى رقم: 134196.

واعلم أن التردد في نية قطع الصلاة قد اختلف العلماء هل هو مفسد للصلاة أو لا؟ والقول بعدم إفساده لها قول قوي متجه وهو ترجيح العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وأما ما فعلته من سجود هاتين السجدتين فليس شركا ولكنه مما لا ينبغي، وقد بينا حكم التقرب بالسجود المفرد وأنه غير مشروع، وانظر الفتوى رقم: 139410.

فأولى أن يكون ما فعلته بقصد التخلص من الحرج غير مشروع، وما حملك على هذا الصنيع إلا استرسالك مع الوساوس، فالنصيحة المبذولة لك هي أن تقلع عن هذه الوساوس وأن لا تسترسل معها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني