الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أوصى الصديق والفاروق بالدفن بجنب النبي عليه الصلاة والسلام؟

السؤال

هل أوصى الصديق والفاروق رضي الله عنهما بالدفن بجنب النبي عليه الصلاة والسلام؟ ومالحكمة في ذلك؟ لأن أهل البدع عندنا يربطون دفن موتاهم في مقبرة الخليفة علي رضي الله عنه في النجف بما فعله الخلفاء الراشدون على حد زعمهم بأنهم أوصوا بالدفن بجنب الرسول الكريم وذاك تبركا بجنبه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روى ابن سعد بسنده عن عروة والقاسم بن محمد أن أبا بكر أوصى عائشة أن يدفن إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي صحيح البخاري في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفيه . انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل يقرأ عليك عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا، وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه. فسلم واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي، فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه. فقالت كنت أريده لنفسي ولأوثرن به اليوم على نفسي، فلما أقبل قيل هذا عبد الله بن عمر قد جاء قال ارفعوني فأسنده رجل إليه فقال ما لديك ؟ قال الذي تحب يا أمير المؤمنين أذنت قال الحمد لله ما كان من شيء أهم إلي من ذلك، فإذا أنا قضيت فاحملوني ثم سلم فقل يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فادخلوني، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين .... فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي فسلم عبد الله بن عمر قال يستأذن عمر بن الخطاب قالت: أدخلوه فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه ... اهـ

وقد استحب أهل العلم الدفن بجوار الصالحين، ومن أدلة ذلك ما في حديث الصحيحين مرفوعا : أرسل ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه ففقأ عينه فرجع إلى ربه فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فرد الله إليه عينه، وقال ارجع إليه وقل له : يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال: أي رب ! ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت قال : فالآن فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر. اهـ

قال النووي في شرحه لصحيح مسلم : واما سؤاله الإدناء من الأرض المقدسة فلشرفها وفضيلة من فيها من المدفونين من الأنبياء وغيرهم. قال بعض العلماء: وإنما سأل الإدناء ولم يسأل نفس بيت المقدس لأنه خاف أن يكون قبره مشهورا عندهم فيفتتن به الناس. وفي هذا استحباب الدفن في المواضع الفاضلة والمواطن المباركة والقرب من مدافن الصالحين. والله اعلم. اهـ

وأخرج أبو نعيم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين ، فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء. اهـ . والحديث ضعفه المناوي .

وقد ذكر القرطبي في التذكرة عدة آثار في ذلك وأنه استحبه أهل العلم .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني