الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلاة من يرى عورته من جيبه

السؤال

أنا بصراحة أعاني معاناة كبيرة: لا أستطيع أن أصلي, أشعر أنني لا أستطيع ستر العورة، فعندما ألبس الثوب فإنني إذا سجدت وجاء أحد وأنزل رأسه ونظر بين رجلي بانت العورة, وعند السجود ترتفع الفنيلة فوق وهي تحت الثوب وبحكم أن الثوب يبين الفنيلة بانت العورة وعندما ألبس التي شيرت فهناك أنسجة التيشرت التي ينفذ النور فيها فبذلك عندما ألبسها تبين العورة, يا شيخ تعبت وكل ثيابي شفافة فعندما ألصق الثوب على ساقي أو فخذي فإني أرى وبشكل خفيف جدا الشعر الموجود وخفيف جدا للبشرة وأشعر أن هذا الشيء يكشف العورة، فما الحل مع مشكلتي؟ والله إنني أضطر بعض الأحيان إلى أن ألبس ثوبا تحت سروال أسود تحت السروال العادي, تعبت! وإذا كانت وساوس فبماذا تنصحوني؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أنك مصاب بالوسوسة في هذا الباب، والذي ننصحك به هو الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إلى شيء منها. واعلم أن الثوب الذي يستر لون الجلد تصح الصلاة فيه، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 132451.

بل لو كان الثوب يستر لون الجلد وإنما يظهر اللون بالتأمل فإن الصلاة فيه مكروهة غير باطلة، كما وضحنا ذلك في الفتوى رقم: 147729.

وكون الثوب يظهر لون ما تحته من الثياب لا يلزم منه ألا يكون ساترا للعورة، وكونه لو نظر أحد بين رجليك بدت له عورتك لا يضر، لأنك غير مطالب بستر العورة من الأسفل، قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في شرح البخاري: وإن لم يكن كذلك، بل كان يرى عورة نفسه من جيبه لم تصح صلاته عند الشافعي وأحمد، وتصح عند مالك وأبي حنيفة وأبي ثور، كما لو رئيت عورته من أسفل ذيله. انتهى.

فاترك عنك هذه الوساوس واعلم أن الخطب أيسر من هذا بكثير والحمد لله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني