الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم النظر إلى العورة المغلظة للصبي الذي بلغ العاشرة

السؤال

أنا ولد عندي 14 عاما، ولي صديق عنده 14 عاما، كنت أريد أن أسأل عن صديقي هذا أنه كان يقوم بنوع من المزاح، فقد يقف خلف أحدهم من الخلف، ويهز جسمه للأمام وللخلف، ويصدر أصواتا ويتشبه بالملوطين- والعياذ بالله - بغرض إضحاك من يجلسون معنا، وأنا قد نصحته ومنعته بالقوة حتى توقف، ولم يقم بهذا المزاح مرة أخرى مع العلم أنه لم يفعله إلا مرة واحدة.
كنت أريد أن أسأل هل بهذا الفعل يكون قد وقع في اللواط والعياذ بالله ؟
وهل يجب أن أبتعد عنه ؟
ولي سؤال آخر، وأنا في سن العاشرة كان أبي قد رأى عضوي الذكري بدون قصد مني. فهل أحاسب على ذلك وأعد مذنبا ؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما كان يفعله صديقك لا يجوز ولو كان بقصد المزاح، وقد أحسنت عند ما نصحته ومنعته من هذا الفعل المشين، فأنت مشكور ومأجور -إن شاء الله تعالى- على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وسبق أن بينا أن اللوطية أنواع ومراتب انظر الفتويين : 32575، 61398 .
وأما الابتعاد عنه.. فإن كان قد ترك هذا الفعل وصلح حاله فلا يلزمك الابتعاد عنه، وإن كان لم يتركه أو كنت تخشى منه فعليك أن تبتعد عنه فإن السلامة لا يعدلها شيء.
وبخصوص نظر العورة المغلظة ممن بلغ العاشرة فإنه لا يجوز تعمده. جاء في كتاب الإنصاف للمرداوي الحنبلي "الصغير بعد العشر كالبالغ، ومن السبع إلى العشر عورته الفرجان"
ولكن مجرد رؤية العورة بدون قصد لا إثم فيها ولا حساب عليها؛ فقد قال الله تعالى " وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، والصبي إذا لم يبلغ سن الحلم فإنه لا حساب عليه، فقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل" رواه أحمد وغيره وصححه الألباني. ولذلك فإنه لا إثم عليك إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني