الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي من ثلاث أفرع وهو: هل يجوز أخذ الميت قبل دفنه إلى منزله؟ وهل الميت دعساً ـ من ضربته سيارة فمات بسبب هذا الحادث ـ يأخذ أحكام الشهيد؟ وأخيراً: هل يجوز دفن الميت عصراً؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإسراع بتجهيز الميت ودفنه من غير إخلال بذلك مطلب شرعي، كما بينا في الفتوى رقم: 10135.

وعليه، فالأصل أن أي عمل لا فائدة فيه للتجهيز أو الدفن لا ينبغي أن يفعل، ولعل من ذلك المرور بالميت إلى بيته، ومع ذلك لا نقول بالمنع، ما لم يحصل طول كثير أو مشقة ظاهرة.

وأما الميت بسبب حوادث السيارات: فقد عده كثير من أهل العلم شهيدا إلحاقا له بصاحب الهدم أو الحرق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد. رواه مالك في الموطأ وغيره.

وانظر الفتويين رقم: 15027، ورقم: 32448.

وأما الدفن بعد العصر: فلا حرج فيه، وإنما ورد النهي عن الدفن عند طلوع الشمس وعند زوالها وعند غروبها، وما عدا ذلك من الأوقات لا حرج في الدفن فيه، فعن عقبة بن عامر الجهني ـ رضي الله عنه ـ قال: ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن، أو أن نقبر فيهن موتانا، حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب. رواه مسلم. وفي رواية غيره: فقيل لعقبة أيدفن بالليل؟ قال: نعم، دفن أبو بكر بالليل.

وانظر الفتوى رقم: 21701، وما أحيل عليه فيها للمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني