الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل حول التعزية وقراءة القرآن للميت وهل لتارك الصلاة أن يغسله

السؤال

لقد كثرت عندنا البدع حتى أصبحنا لا نعرف ما هي البدعة وما هي السنة، فما حكم وضع القرآن في منزل الميت وقراءة القرآن وأن تنوي الأجر له؟ وهل يجوز أن يغسل الميت تارك للصلاة؟ وهل يجب تخصيص مكان للتعزية ومدة معينة؟ وكيف تكون طريقة التعزية؟ وهل يجوز الوقوف في صف في المقبرة لتقبل العزاء؟ وجزاك الله خير لا تنساني من صالح دعائك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسال الله تعالى أن يفقهنا وإياك في دينه ويرزقنا اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبخصوص السؤال: فإن وضع القرآن الكريم في منزل الميت أو غيره من منازل المسلمين لا حرج فيه بشرط أن يكون القرآن في مكان طاهر ومحترم.. فهذا هو الأصل إلا ذا كان القصد أنه يوضع في البيت لمجرد موت صاحبه فهذا ما لا نعلم له أصلا في السنة أو من عمل السلف الصالح، وأما قراءة القرآن بنية الأجر للميت وإهداء ثوابها له دون اجتماع لذلك أو عمل وليمة له أو أخذ مال عليه فلا بأس بها، ويصل له ثوابها ـ بإذن الله تعالى ـ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 2288.

أما تغسيل تارك الصلاة للميت.. فلا حرج فيه إذا كان يحسن ذلك، وانظر حكم تارك الصلاة في الفتوى: 68656، وما أحيل عليه فيها.

وإن كان قصدك: هل يجوز أن يغسل الميت التارك للصلاة؟ فالجواب أنه يغسل ويكفن.. قال ابن قدامة في المغني: لا نعلم في عصر من الأعصار أحداً من تاركي الصلاة ترك تغسيله والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين.

وأما تخصيص مكان للتعزية والاجتماع فيه فلم يكن من عمل السلف الصالح، فقد روى الإمام أحمد عن جرير ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة.

وفي المجموع للنووي: ويكره الجلوس للتعزية، لأن ذلك محدث، والمحدث بدعة.

وأما التعزية فإنها من السنة، وورد في فضلها عَنْه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ إِلَّا كَسَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. رواه ابن ماجه والبيهقي وحسنه الألباني.

ومدتها ثلاثة أيام عند جمهور أهل العلم، وانظر تفصيل أقوالهم في ذلك في الفتوى: 27474.

وتكون التعزية في أي مكان في البيت أو المسجد أو المقبرة أو خارجها، وتحصل بأي كيفية، وانظر الفتوى: 6068، فقد ذكرنا فيها أنه لا بأس بوقوف قرابة الميت صفاً، ومجيء المشيعين لتعزيتهم بعد دفن ميتهم لبلوغ المقصود بذلك ـ وهو التعزية ـ وذلك أيسر عليهم جميعاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني