الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التخلف عن الجمعة لكون الإمام مبتدعا

السؤال

في قريتنا يوجد مسجد فقط وإمام الجمعة مبتدع من الذين يجيزون التوسل والاستغاثة بالأنبياء والأولياء الصالحين.
والمسجد الآخر يبعد عن قريتنا تقريبا 30 كلم. فهل تسقط عنا صلاة الجمعة أو لا مع ذكر جميع الأقوال جزاك الله خيرا
لأنه قام بيننا خلاف من يقول تسقط ومنهم من يقول لا تسقط؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان عدد المستوطنين بهذه القرية يزيد على أربعين من الذكور البالغين فصلاة الجمعة واجبة عليكم ولا يجوز لكم تركها، وهذا مذهب الشافعية والحنابلة، وأما المالكية فيكفي في انعقاد الجمعة عندهم اثنا عشر، ويرى الحنفية أن الجمعة تنعقد بأربعة، فإن كنتم ممن تجب عليهم الجمعة فالواجب عليكم أن تصلوا خلف هذا الإمام لأن الجمعة تصلى خلف كل بر وفاجر، فإن كان آتيا ببدعة فبدعته لا يضر بها إلا نفسه، وانظر الفتوى رقم 129048

ولو فرض أن هذا الإمام يأتي بعمل شركي فإن الحكم عليه بالكفر لا يكون إلا بعد تحقق قيام الحجة عليه والتحقق من وجود شروط التكفير وانتفاء موانعه، وانظر الفتوى رقم 178443 فما لم يتحقق ثبوت وصف الكفر لهذا الشخص فالأصل صحة الصلاة خلفه، فإن ثبت كونه مشركا -والعياذ بالله- فلا تجوز الصلاة خلفه، وانظر الفتوى رقم 172463 وحينئذ فالواجب عليكم نصب إمام غيره أو إقامة جمعة ثانية إن قدرتم على ذلك. وأما الذهاب إلى هذا المسجد البعيد فلا يجب عليكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني