الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في النظر في المرآة وإصلاح الشعر ولكن بقدر الحاجة

السؤال

عندي سؤال أتمنى أن تجيبوني عليه: ما حكم المرأة المداومة على النظر إلى نفسها في المرآة ونسج شعرها دائماً؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن نظر المرآة أمر مباح، بل هو من السنة، سواء في ذلك المرأة والرجل، كما أنه لا حرج على المرأة في نسج شعرها وإصلاحه بما ليس فيه تشبه بالكافرات، وانظر الفتوى رقم: 3565.

فقد روى الطبراني في الأوسط عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، وصور صورة وجهي فحسنها، وجعلني من المسلمين. وهو ضعيف كما قال الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير.

قال المناوي في فيض القدير عند كلامه على هذا الحديث، لكن برواية ابن السني عن أنس وهو ضعيف أيضا كما قال الألباني: كان إذا نظر وجهه في المرآة المعروفة قال الحمد لله الذي سوى خلقي بفتح فسكون فعدله وكرم صورة وجهي فحسنها وجعلني من المسلمين، ليقوم بواجب شكر ربه تقدس، ولهذا كان ابن عمر يكثر النظر في المرآة فقيل له فقال أنظر فما كان في وجهي زين فهو في وجه غيري شين أحمد الله عليه، فيندب النظر في المرآة والحمد على حسن الخلق والخلقة لأنهما نعمتان يجب الشكر عليهما. انتهى.

لكن ينبغي أن يكون الاشتغال بذلك في حدود الحاجة، فإن زاد على ذلك كان غير محمود، وإن شغل عن أمر واجب خرج من الإباحة إلى الحظر، ففي شرح الورقات لإمام الحرمين في أصول الفقه للشيخ عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير: لكن إن أدى المباح إلى ترك واجب أو ارتكاب محظور صار محظوراً، لكن لا لذاته، وإنما لأمرٍ عارض. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني