الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعله والد زوجك لا يجوز

السؤال

حدود العلاقة مع والد الزوج.
أنا امرأة متزوجة وأبلغ من العمر 30 سنة، ووالد زوجي كثيرا ما يتحسس ثدييَّ بدون شهوة، بعد أن أفهمني أن عورة المرأة أمام محارمها هي من السرة إلى الركبة، وأن كل ما ليس بعورة يجوز لمسه، ولم أكن أعير هذه المسألة اهتماما كبيرا، ولكن في الفترة الأخيرة زادت هذه المسألة عن حدها خاصة أنه يخرج ثدييَّ من فتحة جلبابي بدون استئذان ويعصر الثديين بشدة ( بدون شهوة) مما يسبب لي ألما في الثدي. فهل يجوز أن أطلب منه التوقف عن تحسسهما أم إن هذا حقه ؟ وهل أعتبر آثمة لو منعته من ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالراجح عندنا أن الذي يجوز للرجل النظر إليه من ذوات المحارم ما يظهر غالبا كالوجه والأطراف، وليس له النظر إلى الصدر والثدي، كما هو مذهب المالكية والحنابلة.

ففي شرح مختصر خليل للخرشي: يَعْنِي أَنَّ عَوْرَةَ الْحُرَّةِ مَعَ الرَّجُلِ الْمَحْرَمِ مِنْ نَسَبٍ أَوْ رَضَاعٍ أَوْ صِهْرٍ جَمِيعُ بَدَنِهَا إلَّا الْوَجْهَ وَالْأَطْرَافَ، وَهِيَ مَا فَوْقَ الْمَنْحَرِ وَهُوَ شَامِلٌ لِشَعْرِ الرَّأْسِ وَالْقَدَمَانِ وَالذِّرَاعَانِ، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَرَى ثَدْيَهَا وَصَدْرَهَا وَسَاقَهَا.
وقال ابن قدامة (رحمه الله) : ويجوز للرجل أن ينظر من ذوات محارمه إلى ما يظهر غالبا كالرقبة والرأس والكفين والقدمين ونحو ذلك وليس له النظر إلى ما يستتر غالبا، كالصدر والظهر ونحوهما. المغني لابن قدامة.
وعلى كل الأقوال فإن جواز النظر واللمس مقيد بأمن الفتنة وانتفاء الشهوة، أما ما يقوم به والد زوجك من لمس ثديك على الوجه المذكور فهو غير جائز بلا ريب، والواجب عليك منعه من ذلك ولا يجوز لك تمكينه منه بحال، بل يجب عليك الحذر منه وعدم التهاون في هذا الأمر .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني