الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رؤية السحر في المواقع الألكترونية محرم

السؤال

استهواني الفضول الشديد وراء عالم السحر ودخلت على أحد منتديات السحر، ويشترط في هذا المنتدى أن تسجل فيه لكي ترى المواضيع وللأسف من شدة فضولي سجلت فيه، وبعد مدة تذكرت أنني سجلت في أحد منتديات هذا السحر الخبيث، ولكنني لا أتذكر اسم هذا المنتدى لكي ألغي حسابي فيه، مع العلم أنني لم أشارك فيه أبدا، بل مجرد اطلاع على بعض نماذج السحر، ولم أعمل بها ـ وأعوذ بالله من ذلك ـ ولكنني أخاف خوفا شديدا أن يحاسبني الله على ذلك، فلجأت بعد الله عز وجل إلى هذا الموقع الفضيل الذي يحكم بشرع الله ودينه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يجوز الإتيان للسحرة، ولا الدخول إلى مواقعهم وفتحها، ولا المشاركة في منتدياتهم، ولا مشاهدة أفعال السحر لما فيها من إقرار الباطل والرضا به، بل الواجب على المرء أن يعرض عنه عند رؤيته، سدًّا للذريعة وحماية للعقيدة، قال تعالى في وصف عباد الرحمن: وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً {الفرقان:72}.

وقال الشيخ منصور سبط الطبلاوي، في حاشيته على تحفة المحتاج: وكل ما حَرُم حرُم التفرج عليه، لأنه إعانة على المعصية. اهـ.

وقال البيجرمي في حاشيته على تحفة الخطيب: وما هو حرام في نفسه يحرم التفرج عليه، لأنه رضًا به، كما قال ابن قاسم على المنهج. اهـ.

ولا فرق في الحرمة بين رؤية السحر مباشرة، وبين رؤيته في المواقع الإلكترونية، إذ الرضا بالسحر والفتنة به حاصل في الحالين، والحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، فالواجب عليك هو التوبة الصادقة إلى الله تعالى مما سبق، وإذا تبت صادقا فلا يضرك التسجيل السابق بعد نسيانك للعنوان الذي سجلت به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني