الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحسان الحب الأخوي ما لم يصل للعشق

السؤال

أنا شاب عمري 19 عامًا، ولدي أصدقاء كصداقة عادية، ولكن منذ عدة أشهر تعرفت على شخص عن طريق الصدفة، وبدأنا نكوّن صداقة لكن بعد مرور شهر على تعرفي به ازدتّ تعلقًا به برغم أنني لم أشاهد صورته أو أقابله، ولكننا كنا نتواصل مع بعضنا عن طريق الواتساب، وأخذ تعلقي به يزداد، وقد أرسل لي صورة له، ولم يكن جميلًا جدًّا حتى أتعلق به لجماله، كان شخصًا عاديًّا، ولم يتوقف تعلقي به عن الازدياد كلما مرت الأيام، واختلطنا أكثر.
بعد مرور 5 أشهر معه وصلت لمرحلة أنني أصبحت أهتم به أكثر من نفسي وأكثر من أي شيء، أصبحت أخاف عليه من نسمات الهواء، وأسهر الليالي إن كان حزينًا، وأبلغ قمم السعادة إن كان سعيدًا، حتى ظنّ أنني مجنون، وقد طلب مني أن أساعده في شراء لاب توب، وعلى الفور أرسلت له مبلغ 1000 $ من أجل أن يشتري لاب توب ممتاز، ويفرح به، وأفرح لأجله، رغم أن هذا المبلغ كل ما أملك من مدخرات ادخرتها، ولكنه رفض في أول الأمر، ولم يقبل مساعدتي الكبيرة، واتهمني بأنني مجنون، ولكنني أقنعته بشدة أن يقبل مساعدتي، ويشتري اللاب توب، وتم الأمر وقد حزن في بادئ الأمر، ثم شكرني جدًّا، وقال لي: "لم أر صديقًا أحبني مثلك". وأنا لم أر نفسي أحب صديقًا مثله بهذا الشكل.
وقد حظيت بمكانة كبيرة جدًّا في قلب صديقي بسبب اهتمامي الشديد به، وأصبح من المستحيل أن يفرقنا شيء، لذلك أنا أسألكم: هل حبّي لصديقي وإخلاصي له أو اهتمامي الشديد به يتعارض مع شرع الله أو سنة رسول الله؟ مع العلم أنني أحرص حرصًا شديدًا أن أحاول دائمًا أن أبعده عن أي معصية أو أي طريق يقود للمعصية، وأذكره بالله، وأروي له آيات من القران الكريم تساعده في اتقاء الله عند ما تصادفه مشكلة أو عائق، وأنا باقٍ على هذا الأمر لأنني بصراحة قلبي يتمنى أن نتقابل في الجنة، لذلك أحرص على صونه من كل ما يزحزحه عن الطريق السليم الموافق لشرع الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أفيدوني -بارك الله فيكم- إن كان هناك اعوجاج في ما أنا عليه من علاقة مع صديقي الآن قوّموني بما رزقكم الله من علم شرعي. مع العلم أنني تأثرت كثيرًا بحديث لرسول الله يقول فيه: "إن الله يقول يوم القيامة: أين هم المتحابون بي لأظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي -سبحانه وتعالى-".
وسامحوني على الإطالة لأنني تعمدتها لأعطيكم صورة شاملة عن الموضوع -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يجعل الأخوة بينك وبين هذا الشاب خالصة لوجهه الكريم، وأن تكون المحبة بينكما لله وفي الله، وأن يجمع بينكما في الفردوس الأعلى إخوانًا على سرر متقابلين. وانظر في فضل الأخوة في الله والمحبة وأسبابها الجالبة لها الفتاوى التالية أرقامها: 30426، 36991 ، 36998.

ولا يظهر لنا من خلال ما ذكرت أن هنالك اعوجاجًا في هذه العلاقة، ولكن يجب عليك الحذر من أن يقودك الشيطان معه إلى نوع من العشق، فتقع في الإثم. فإن أحسست بشيء من ذلك فصحح المسار أو فارق لتسلم ويسلم لك دينك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني