الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى ومتعلقات توحيد الربوية

السؤال

تعريف توحيد الربوبية وأركانه وضابط الشرك فيها والفروق، والتداخل بينها وبين توحيد الأسماء والصفات ومدى دخول شرك الذات فيها: أليست الربوبية تتكون من الأركان التالية: الخلق، والملك، والسيادة المستحقة للعبادة بالتعظيم والتقديس، وعبادة التعظيم تستلزم اعتقاد عظمة الكمال والتقديس دون اعتقاد التصرف والتدبير التي تؤدى من أجلها عبادة الطلب، وقريش سيدة اللات والعزى، ثم يأتي الأمر المتضامن للتدبير والتقدير ـ القضاء والقدر ـ والحكم، والتشريع، ووحدة الذات، فهل هذه السبعة هي فعلا أركان الربوبية؟.
فهل من عبد غير الله لا بد أن يعتقد في معبودة إهداء
خصائص الربوبية ؟ أيضا ما الفروق بين الربوبية والأسماء والصفات (الصفات تتضمن الأفعال من خلال الصفات الفعلية)؟ أليس افراد الله تعالى بصفة الخلق واسم الخالق
مشترك بين الربوبية و الأسماء والصفات؟ وهل من أشرك في الذات يكون قد أشرك في الربوبية أم أن التوحيد هو إثبات وحدة الذات في الإلهية والربوبية والأسماء والصفات ؟
وأما إن قلنا إن توحيد الربوبية هي توحيد الأفعال، أفلا يكون هذا تداخل مع توحيد الأسماء والصفات ؟
لعل توحيد الربوبية يكون بإفراد الله بأفعال الرب وخصائصه دون الصفات الفعلية أو الذاتية كالاستواء والضحك والنزول
هل الشرك في الربوبية يكون فقط بعزو إهداء خصائصه لغير الله تعالى سواء كان بإذنه وبغير إذنه كشفاعة آلهة العرب (علما بأن الشفاعة بغير إذن يكون تدخل في التدبير) وتصرف الأولياء على أنها كرامات موهوبة من عند الله وتسويتها بأفعال الملائكة في الشعب والبحار والجبال وكذلك وحدة الوجود وشرك النصارى في عيسى (ترى بأي الخصائص أشركوا؟)؟ فما ضابط الشرك في الخصيصة الواحدة من الربوبية لأنهم لم يسووها بالله من جميع الوجوه واعتقدوا أن الله هو من خلقها ووهبها من صفات الكمال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنفيدكم بأن موقعنا هذا لا يجيب على أسئلة المسابقات ونحوها، ولا يقوم بإعداد البحوث في القضايا العلمية، إنما هو لإسعاف المستفتين بجواب أسئلتهم المحتاج إليها، ومن سياستنا في الموقع أن لا نجيب على الأسئلة المتعددة في الفتوى الواحدة، فنرجو من الأخت السائلة أن ترسل بسؤال واحد واضح، فإن كانت تحتاج إلى جواب عدة أسئلة فنرجو أن ترسلها متفرقة، كل على حدته، وسنجيب هنا على سؤالها الأول وهو: هل هذه السبعة هي فعلا أركان الربوبية؟ وجواب ذلك أن التعبير بالأركان وحصرها في هذه الأمور ليس بدقيق، فإن توحيد الربوبية هو توحيد الرب سبحانه بأفعاله، وأفعاله لا تقتصر على ما ورد في السؤال، فمنها أيضا: الرزق والإصلاح والإنعام، والعطاء والمنع، والضر والنفع والخفض والرفع، والإعزاز والإذلال، والإحياء والإماتة، وغير ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الرب سبحانه هو المالك، المدبر، المعطي، المانع، الضار، النافع، الخافض، الرافع، المعز، المذل. اهـ.
وقال ابن القيم: والرب هو السيد، والمالك، والمنعم، والمربي، والمصلح، والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها. اهـ.
وكذلك، فإن ما ورد في السؤال يمكن رد بعضه إلى بعض فيقال: الخلق والتدبير والتقدير مردها واحد، والسيادة والحكم والتشريع مردها واحد، وعلى أية حال فلا مشاحة في الاصطلاح، والضابط ما هو قدمنا من أن توحيد الربوية هو توحيد الرب بأفعاله، ويمكن أن ترجع الأخت السائلة في ذلك وفي غيره من فقرات سؤالها إلى أطروحة الدكتوراة، للدكتورة آمال العمرو: الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية، جمع ودراسة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني