الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مراسلة الرجل للمتبرجات والمغنيات ليست من طرق الدعوة

السؤال

عندي رغبةٌ شديدةٌ في دعوة غيري إلى الابتعاد عن طريق المعاصي والشَّهوات، ففكَّرت في إنشاء أكثر من حسابٍ على مواقع التَّواصل المُختَلِفَة، وتكون هذه الحسابات مُخَصَّصَةٌ للدَّعوة فقط لا غير، وأن أدعوهم على صفحاتهم، وتركيزي حاليًا على دعوة أهل الغناء وجمهورهم لِمَا هو ظاهرٌ من كون الغناء من أعظم أسباب غفلة المسلمين، وبعدهم عن دينهم، فأسعى إلى التَّواصل معهم بالتَّعليق على صفحاتهم، حتَّى يراها بعض جمهورهم أيضًا، وكذلك مراسلتهم على الخاصّ، ولكنِّني أخشى الوقوع في محظورٍ بذلك، فمن المعلوم أنَّ هذه الصَّفحات بها الكثير من المُنكَرَات، ومنها نشر صور النِّساء، فهل يجوز تَصَفُّحها، والتَّعليق عليها بغرض الدَّعوة، مع محاولة غضِّ البصر عن الصُّور المُحَرَّمة؟ وإذا تسبَّب تعليقي في رؤية أصدقائي أو غيرهم لهذه الصُّور وهذه الصَّفحة، فهل أكون بذلك ساعدت على الإثم؟ وأعلم أنَّ الأولى أن تتولَّى المرأة أمر دعوة غيرها من النٍّساء، وأن يبتعد الرَّجل عن دعوة النِّساء، ولكنَّ المطربين والمطربات يعيشون في مُحِيطٍ ينعدم أو يقِلُّ فيه النَّاصحون لهم، ولذلك فإذا دعوت النِّساء من المُغَنِّيَّات، فهل يجوز لي التَّعليق على صُوَرِهنَّ أو على صفحاتهنَّ مع ما فيها من المُنكَرَات الظَّاهرة؟ وهل يجوز مُرَاسلتها وهي مُتَبَرِّجَةٌ إذا كانت صورتها تظهر أعلى خانة الدَّردشة مع محاولة غضِّ البصر عن النَّظر الصُّورة؟ أريد منكم نصائح في هذا الباب.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على القيام بالدعوة إلى الله والتسبب في هداية الناس، فهذا باب عظيم من أبواب القربات، قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}.

وروى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.

وينبغي للمسلم أن يتخذ من الوسائل ما يخلو من المحاذير الشرعية، وهذا غير متحقق فيما ذكرت، فإنه يتضمن ما قد يكون سببا لفتنتك، أو سببا لفتنة غيرك بالاطلاع على الصور التي لا يجوز النظر إليها، فيأتي إلى المسلم الفساد من الباب الذي يرجو منه الصلاح والإصلاح، ولا سيما فيما يتعلق بالمراسلة على الخاص، ولكون هذا قد يكون بابا للفتنة شدد الفقهاء في المنع من التحدث مع الأجنبية الشابة، كما أوضحناه في الفتوى رقم: 21582.

ونوصيك بالدعاء لهم بالهداية، فلعل الله يستجيب دعاءك لهم، وهو سبحانه إذا أراد لهم الهداية يسر لهم أسبابها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني