الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اغتسال المحسود بشيء من آثار العائن

السؤال

أنا غير موفقة في معظم أموري، خصوصا في أمور العمل، رغم حصولي على الشهادات والخبرات المطلوبة، فيحصل أن ينفر مني المدير أو المديرة دون سبب.
وفقني الله عز وجل لعمل كنت أتمناه، ولم أمكث في العمل سوى خمسة أيام، حتى أعرب المدير عن عدم رغبته في وجودي، رغم التفاني والإخلاص الذي أبديته، وحين سألت عن السبب، أخبرني: بعدم رغبته فقط، وهذا الأمر تكرر في كل عمل عملت فيه.
أعلم أن هناك من يحسدني ويتربص بي، ويتمنى لي زوال النعمة، ولكني لا أستطيع الأخذ من آثاره لأغتسل بها حتى لا تحدث فتنة، وبعد التضرع لله عز وجل استقر في قلبي أن أغتسل بصورهم التي أملكها. فهل هذا جائز؟ فأنا والله أموت قهرًا وحرقة، ولا أستطيع أن أقوم بأمور بيتي وأولادي لكثرة الهم الذي يعتريني، وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نعلم دليلا على مشروعية ما ذكر، ولكن إن كنت متحققة أو يغلب على ظنك أنهم أصابوك بعين؛ فاطلبي منهم أن يغتسلوا لك كما هو مبين في السنة، وأما أخذ أثر العائن فليس مما يعرف نفعه كذلك، ومن ثم فهو غير مشروع، ونحذرك من اتهام أحد بالعين بغير تثبت وروية؛ فإن الظن أكذب الحديث، وللفائدة حول ما قررناه انظري الفتوى رقم: 352276.

ثم عليك أن تستعيني بالرقى والأذكار والإكثار من شكر نعم الله عليك، ففي ذلك أعظم وقاية بإذن الله من شر الحاسدين، وعليك كذلك أن تبحثي عن الأسباب الحسية لهذا الذي يحصل، فقد يكون لديك شيء من التقصير أو الخلل في التعامل مع مديريك وزملائك؛ فعليك أن تصلحي هذا الخلل إن وجد، واجتهدي في دعاء الله تعالى أن ييسر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني