الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلف عن أداء الصلاة في المسجد

السؤال

أعيش في تونس، ولدي مشكلة هي أني عندما أكون أدرس، لا أستطيع الخروج للصلاة، بل أكمل الدرس؛ لأني مجبر، ولا أستطيع الخروج. فأردت الاستشارة في هذا، وهل يجوز تعويض الصلاة التي لم أصلها؟ وما حكم الغياب عن المسجد في هذه الحالة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على كل مسلم أن يجعل الصلاة أهم شيء في سلم أولوياته، وألا يقدم عليها متى وجبت أي شيء، وليعلم أن الحفاظ على الصلاة في وقتها من أعظم أسباب التوفيق. وأن من أعظم أسباب الخذلان وحرمان التوفيق، إضاعة الصلاة وإخراجها عن وقتها.

فلا عذر لك في إخراج الصلاة عن وقتها بسبب الدراسة، بل الواجب عليك أن تترك ما أنت بصدده وتبادر بالصلاة، واعلم أن إخراج الصلاة عن وقتها إثم كبير، وذنب عظيم، وانظر الفتوى رقم: 130853.

هذا إن كان الذي يحصل منك هو إخراج الصلاة عن وقتها، ويجب عليك إن فعلت ذلك أن تقضي تلك الصلاة في قول الجمهور. وأما إن كنت تؤدي الصلاة في وقتها، لكنك تترك الذهاب للمسجد، فاعلم أن الجماعة واجبة على الرجال البالغين، وأن فعلها يجزئ في أي مكان ولا يشترط لها المسجد. فإن صليت في بيتك جماعة مع بعض أهلك، برئت ذمتك، ولم يكن عليك إثم عند عامة الموجبين للجماعة، وإن فاتك أجر الذهاب للمسجد، وهو أجر عظيم بلا شك، وانظر الفتوى رقم: 128394.

وأما إن صليت منفردا مع القدرة على الصلاة في جماعة، فقد أثمت عند من يوجبون صلاة الجماعة، وهو الذي نختاره، ونفتي به، ولكن صلاتك صحيحة، مسقطة للفرض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني