الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجراحة التجميلية للأنف

السؤال

عندي استفسار بسيط بخصوص عمليات التجميل وحكمها.
أعاني من أنف كبير وطويل، وللأسف هذا عرضني للمشاكل النفسية في أغلب أيام الدراسة والحياة، أعاني من هذا الشيء، ودائما ما تأتيني تعليقات عليه، حتى بنت أختي الصغيرة قالتها لي.
أصدقائي الذين كانوا معي في المدرسة منذ مدة طويلة يقولون: كان أنفك أصغر من كذا، وفجأة تغير! والله فعليا أصبح اهتمامي كله عن الأنف، وكل يوم أفكر فقط متى أقوم بالعملية! وأصبحت أبحث في الفتاوى، فلا أجد فعليا شيئا عن حالتي؛ لأني لم أكن أعاني منها وأنا صغير، إلى أن أصبح عمري 13 سنة، بدأت أعاني منها بشكل كبير، وحاليا قراري يميل إلى العملية، لدرجة أني أصبحت أخاف أن أذهب إلى الأسواق والمراكز بسبب الحرج النفسي، لكن ما زلت أخاف من خسارة الدنيا والآخرة، لكن حالتي النفسية أصبحت سيئة جدا، وحتى في الصور الأنف أصبح واضحا أنه أكبر من المعتاد.
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل في الجراحة التجميلية المنع، وإنما يجوز منها ما كان لغرض علاجي، أو إزالة عيب مشوِّه للخلقة، ورد الأمر إلى شكله المعتاد، ولا يجوز إجراؤها طلبا للحسن وزيادة الجمال. ونحن لا نستطيع الحكم على خصوص حال السائل، وإنما يسعنا إفادته بهذا الأصل العام. وراجع للفائدة الفتويين: 325741، 156371. وراجع لمعرفة قرار مجمع الفقه الإسلامي الخاص بالجراحة التجميلية وأحكامها، الفتوى: 398530.
وهنا نلفت نظر الأخ السائل إلى أن تغير شكل أو حجم الأنف في مرحة البلوغ وسن المراهقة، أمر شائع في الشباب، ولا يعد عيبا في غالب الأحوال، ولكن قد يبالغ المرء في تقدير ذلك لحرصه الزائد على مظهره، واهتمامه الشديد بكلام أصداقه ومعارفه! فيقع بسبب ذلك في الحرج، ويتكدر خاطره وينزعج، لا بسبب خروج شكله عن الطور المعتاد، وإنما بسبب انشغاله الزائد بهذا الأمر، وحساسيته المبالغ فيها من كلام أقرانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني