الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في بحث الشخص بنفسه عن زوجة

السؤال

أحبتي في الله: أنا شاب أبلغ من العمر 32 سنة، سافرت إلى أميركا منذ صغري، وتجنست وعشت هناك. وكنت جاهلا، أفعل الكثير من المعاصي كشرب الخمر والزنا وغير ذلك.
عدت الآن إلى بلدي والحمد لله رب العالمين، فقد هداني ويسر لي رفقاء صالحين، وتبت توبة نصوحا، وأسأل الله أني يثبتني فيها.
ولا أرغب في العودة إلى أميركا مطلقا، خوفا من العودة لتلك المعاصي، ودائما أشعر بالحزن على نفسي والندم مما كنت عليه؛ مما يجعلني انطوائيا ومنعزلا، وأخجل من التعامل مع الناس في أغلب الأوقات. فما علاج هذ الأمر؟
وعندي سؤال آخر: أنا الآن أبحث عن زوجة تصونني وأصونها، ونستر على بعضنا، علما أن والدتي كبيرة في السن، ولا تقوى للبحث لي عن زوجة. وأقاربي لا يكترثون لأمري؛ لأنهم يظنونني ما زلت ذلك الشخص الذي كنت عليه في الماضي، مع أنني أحاول التقرب منهم لكنهم دائما يجاملوني فقط، ويحاولون الابتعاد عني، وإخوتي صغار في السن.
سؤالي أحبتي في الله: هل يجوز لي أن أبحث عن زوجة بنفسي؟ وإن وجدت فتاة أعجبتني وذات خلق ودين. هل يجوز لي التحدث معها بنية الزواج فقط لا غير في مكان عام، بعيدا عن الاختلاء أو الشبهات؟
وجزاكم الله كل خير، ووفقكم، وبارك لكم على هذا الموقع، وهذا العمل الجميل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بما ينشر فيه، وأن يوفقنا وإياك لخدمة الدين ونشر العلم والدعوة إلى الله عز وجل.

ونهنئك على نعمة الله عليك بالتوبة النصوح، ونسأله أن يثبتك على طريق الاستقامة، ويرزقك الزوجة الصالحة.

فالأمر هين فيما يتعلق بالسؤالين، فعليك بالاستعانة بالله عز وجل بالدعاء، وسؤاله حاجتك، فهو قد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة. قال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}. وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 119608.

وبالنسبة للخجل، سبق وأن بينا بعض سبل علاجه في الفتوى: 188687.

ولا حرج عليك شرعا في الحديث إلى المرأة التي ترغب في خطبتها والزواج منها، في غير خلوة ونحو ذلك من دواعي الفتنة وعلى أن يكون بقدر الحاجة، وراجع لمزيد الفائدة: 111850.

وننبهك إلى الحرص على الاستشارة فيمن تريد خطبتها وتسأل عنها الثقات ممن يعرفونها، ويمكنك أن تستعين بإخوتك الصالحين؛ ليعينوك في البحث عن امرأة صالحة، هذا بالإضافة إلى الاستخارة فيمن تريد الزواج منها، وانظر لمزيد الفائدة الفتويين: 8757، 19333.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني